[كنز العمال أيضاً ج ٣ ص ٩٩] قال : عن محمد بن المنكدر إن خالد ابن الوليد كتب إلى أبي بكر أنه وجد رجل في بعض ضواحي العرب ينكح كما تنكح المرأة وأن أبا بكر جمع لذلك ناسا من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم كان فيهم علي بن أبي طالب عليه السلام أشدهم يومئذٍ قولا فقال : إن هذا ذنب لم تعمل به أمة من الأمم إلا أمة واحدة فصنع بها ما قد علمتم ، أرى أن تحرقوه بالنار ، فكتب اليه أبو بكر أن يحرق بالنار ، قال : أخرجه ابن أبي الدنيا في ذم الملاهي وابن المنذر وابن بشران.
[الرياض النضرة ج ٢ ص ١٩٥] قال : وعن ابن عمر إن اليهود جاؤوا إلى أبي بكر فقالوا : صف لنا صاحبك فقال : معشر اليهود لقد كنت معه في الغار كأصبعي هاتين ، ولقد صعدت معه جبل حراء وإن خنصري لفى خنصره ، ولكن الحديث عنه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم شديد وهذا على ابن أبي طالب ، فأتوا علياً عليه السلام فقالوا : يا أبا الحسن صف لنا ابن عمك فقال : لم يكن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم بالطويل الذاهب طولاً ، ولا بالقصير المتردد ، كان فوق الربعة ، أبيض اللون مشرباً حمرة جعد الشعر ليس بالقطط يضرب شعره إلى أرنبته ، صلت الجبين ، أدعج العينين ، دقيق المسربة ، براق الثنايا ، أقنى الأنف ، كأن عنقه ابريق فضة ، له شعرات من لبته إلى سرته كانهن قضيب مسك أسود ، ليس في جسده ولا في صدره شعرات غيرهن ، شئن الكف والقدم ، وإذا مشى كانما يتقلع من صخر وإذا التفت التفت بمجامع بدنه ، وإذا قام غمر الناس ، وإذا قعد علا الناس وإذا تكلم أنصت الناس ، وإذا خطب أبكى الناس ، وكان أرحم الناس بالناس لليتيم كالأب الرحيم ، وللأرملة كالريم الكريم ، أشجع الناس ، وأبذلهم كفاً وأصبحهم وجهاً ، لباسه العباء ، وطعامه خبز الشعير ، وأدامه اللبن ، ووساده الأدم محشو بليف النخل ، سريره أم غيلان مرمل بالشريط ، كان له عمامتان إحداهما تدعى السحاب ، والأخرى العقاب ، وكان سيفه ذا الفقار ، ورايته الغراء ، وناقته العضباء ، وبغلته دلدل ، وحماره