يؤثر صاحبه بالحياة فاختارا كلاهما الحياة ، فأوحى اللّه عز وجل اليهما أفلا كنتما مثل علي بن أبي طالب آخيت بينه وبين نبيي محمد فبات على فراشه يفديه بنفسه ويؤثره بالحياة؟ إهبطا إلى الأرض فاحفظاه من عدوه ، فنزلا فكان جبريل عند رأس علي عليه السلام ، وميكائيل عند رجليه ، وجبريل ينادي بخٍ بخٍ من مثلك يابن أبي طالب يباهى اللّه عز وجل بك الملائكة فأنزل اللّه عز وجل على رسوله ـ وهو متوجه إلى المدينة في شأن علي عليه السلام ـ (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة اللّه).
[أقول] وذكره الشبلنجي أيضاً في نور الأبصار (ص ٧٧) بنحو الاختصار ، فقال : قال بعض أصحاب الحديث : أوحى اللّه تعالى إلى جبريل وميكائيل عليهما السلام أن انزلا إلى علي وأحرساه في هذه الليلة إلى الصباح فنزلا اليه وهم يقولون : بخٍ بخٍ من مثلك يا علي قد باهى اللّه بك ملائكته (ثم قال) وأورد الإمام الغزالي في كتابه إحياء العلوم أن ليلة بات علي عليه السلام على فراش رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أوحى اللّه تعالى إلى جبريل وميكائيل وذكر مثل حديث ابن الأثير عن الثعلبي (انتهى) ، وذكر المناوي في كنوز الحقائق (ص ٣١) وقال : إن اللّه يباهي بعلي عليه السلام كل يوم الملائكة ، قال : الديلمي.
[خصائص النسائي ص ٨] روى بسنده عن عمرو بن ميمونة قال : إني لجالس إلى ابن عباس إذ أتاه تسعة رهط فقالوا : يا بن عباس إما أن تقوم معنا وإما أن تخلونا هؤلاء ، قال : فقال ابن عباس : بل أقوم معكم ، قال : وهو يومئذٍ صحيح قبل أن يعمى ، قال : فابتدؤا فتحدثوا فلا ندرى ما قالوا قال : فجاء وهو ينفض ثوبه وهو يقول : أف وتف وقعوا في رجل له عشر (إلى أن قال) قال : وشرى علي عليه السلام نفسه ، لبس ثوب النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ثم نام مكانه ، قال : وكان المشركون يرمون رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ، فجاء أبو بكر وعلي عليه السلام نائم ، قال : وأبو بكر يحسبه أنه نبي اللّه ، قال : فقال له علي عليه السلام : إن نبي اللّه صلى اللّه