باب
في الاستدلال بحديث علّي وصيي
على إمامة علي عليه السّلام
[أقول] وأخبار الباب السابق التي دلت على أن علياً عليه السلام وصىّ النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم هي من الأدلة القوية والحجج الجلية على إمامة علي عليه السلام وخلافته من بعد النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم (وتوضيح ذلك) مما يحتاج إلى ذكر مقدمة وهى أن الوصية (قيل) هي من أوصاه أو وصاه توصية أي عهد اليه كما في القاموس وغيره (وقيل) هي من وصى يصى إذا وصل الشىء بغيره لأن الموصى يوصل تصرفه بعد الموت بما قبله ، والظاهر أن الأول أقرب ، وعلى كل حال لا كلام في أن الوصى ـ سواء كان مأخوذا من العهد أو من وصي يصي بمعنى الوصل ـ هو متصرف فيما كان الموصي متصرفا فيه ، ولذا قيل : إن الوصاية هي استنابة الموصى غيره بعد موته في التصرف فيما كان له التصرف فيه من إخراج حق واستيفائه أو ولاية على طفل أو مجنون يملك الولاية عليه إلى آخره ، (ومن هنا) يتضح لك أن الوصي مما يختلف ولايته سعة وضيقا بحسب اختلاف ولاية الموصي سعة وضيقاً ، فأوصياء سائر الناس تكون ولايتهم مقصورة على الأموال من الدور والعقار ونحوهما أو على الأطفال والمجانين ومن بحكمهم من السفهاء الذين كان للموصى ولاية عليهم ، وإما أوصياء الأنبياء فتكون ولايتهم عامة على جميع