باب
فى الاستدلال بحديث الثقلين على خلافة
علي عليه السّلام بعد النبي (ص) بلا فصل
(أقول) إن حديث الثقلين ـ الذي قد ذكرنا كثيراً من طرقه في الباب المتقدم ـ هو من الأدلة القوية والحجج الجلية على خلافة علي عليه السلام وإمامته من بعد النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم بلا فصل ، بل لو لم يكن للشيعة دليل على خلافة علي عليه السلام سوى حديث الثقلين لكفاهم ذلك حجة على المخالف ، والاستدلال به يتوقف على بيان سنده ودلالته.
[أما السند] فهو قوى جداً فانه حديث صحيح مستفيض بل متواتر قد رواه أجلاء الصحابة ومشاهيرهم عن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم كعلي عليه السلام ، وأبى ذر ، وجابر بن عبد اللّه الأنصاري ، وزيد بن أرقم وأبي سعيد الخدري ، وزيد بن ثابت ، وحذيفة بن أسيد الغفارى ، وعبد اللّه ابن حنطب ، وأبي هريرة ، وغيرهم كثير ، وقد سمعت كلام المناوي في فيض القدير (ج ٣ ص ١٤) حيث قال : قال السمهودي : وفي الباب ما يزيد على عشرين من الصحابة ، بل وكلام ابن حجر في صواعقه (ص ١٣٦) حيث قال : ولهذا الحديث طرق كثيرة عن بضع وعشرين صحابياً لا حاجة لنا ببسطها.