أمرك أن تقرّي في بيتك، وتتلي كتاب ربك، ليس على النساء قتال، ولا لهن الطلب بالدماء، وأنّ عليّاً لأولى بعثمان منك وأمس رحماً، فأنهما ابنا عبد مناف، فقالت: لست بمنصرفة حتّى امضي لما قدمت له.
أفتظن يا أبا الأسود أن أحداً يقدم على قتالي؟
فقال: أما والله لتقاتلن قتالاً أهونه الشديد ثم قام (١).
قال نصر بن مزاحم في «كتاب صفين»: دخل أمير المؤمنين عليه السلام الكوفة بعد رجوعه من البصرة ومعه أشراف من أهل البصرة (٢).
وقد قدم على الإمام عليّ عليه السلام بعد قدومه الكوفة من البصرة، الأحنف بن قيس، وجارية بن قدامة وحارث بن زيد، وزيد بن جبلة، وأعين بن ضبيعة وعظّم النّاس بنو تميم، وكان فيهم أشراف، ولم يقدم هؤلاء على عشيرة من أهل الكوفة.
فقام الأحنف بن قيس، وجارية بن قدامة، وحارثة بن بدر، فتكلّم الأحنف فقال يا أمير المؤمنين أنه إنْ يك بنو سعد لم تنصرك يوم الجمل فأنها لم تنصر عليك وقد عجبوا أمس من نصرك، وعجبوا اليوم ممن خذلك، لأنهم شكوا في طلحة والزبير، ولم يشكّوا في معاوية، وعشيرتنا في البصرة فلو بعثنا إليهم فقدموا إلينا فقاتلنا لهم العدو [أي معاوية وأشياعه من أهل الشام] وانتصفنا بهم وأدركوا اليوم ما فاتهم أمس.
ثم خاطب عليّ عليه السلام حارثة فوافق الأحنف في رأيه، فقال عليه السلام للأحنف أكتب إلى قومك، فكتب إليهم يحثّهم على الخروج
______________________
(١) بحار الأنوار: ج٣٢ ص١٣٩.
(٢) كتاب صفين: ص٣.