وقام إليه عمرو بن مرحوم العبدي فقال: وفق الله أمير المؤمنين، وجمع له أمر المسلمين، ولعن المحلين القاسطين الّذين لا يقرأون القرآن، نحن والله عليهم حنقون، ولهم في الله مفارقون، فمتى أردتنا صحبك خيلنا ورجلنا إن شاء الله.
فأجاب النّاس إلى المسير ونشطوا وخفوا (١).
ويقول معاوية بن أبي سفيان في رسالته إلى الإمام عليّ عليه السلام:
ولا حجتك على أهل الشام كحجتك على أهل البصرة؛ لأنّهم أطاعوك ولم يطعك أهل الشام (٢).
وكذلك خرج شيعة البصرة لقتال الخوارج فقال ابن الأثير خرج شريك الأعور وكان من شيعة عليّ لقتال الخوارج من البصرة وانتخب ثلاث آلاف فارس من الشيعة (٣).
لم ترتد شيعة البصرة بعد استشهاد الإمام علي عليه السلام، كما يؤيده التأريخ، وإليك مقالة سليمان بن صرد الخزاعي :
بعد صلح أمير المؤمنين الحسن عليه السلام، مع معاوية بن أبي سفيان، جاء سليمان بن صرد إلى الحسن عليه السلام وقال له ما ينقضي تعجبنا من بيعتك معاوية، ومعك أربعون ألف مقاتل من أهل الكوفة، وشيعتك من أهل البصرة. هذا أولاً.
ثانياً: وكذلك لدينا دليل آخر يؤيّد بقاء شيعة البصرة على ولائهم لأمير المؤمنين الحسن عليه السلام بعد بيعة النّاس له بعد شهادة أمير
______________________
(١) بحار الأنوار: ج ٣٢ ص٤٠٦.
(٢) بحار الأنوار: ج ٣٢ ص٣٩٣.
(٣) الكامل في التاريخ: ج١٣ ص٤٣١.