وكذلك كان أهل البصرة يدركون مواقف الإمام علي عليه السلام لهم، وكانوا يشاطرونه في، ما كان يمر به، فقد كان يبكيهم كلامه ومواعظه، فعندما خطب أمير المؤمنين عليه السلام في جامع البصرة فقال لهم معاشر المؤمنين والمسلمين .... إلى آخر كلامه فبكى أهل البصرة كلهم، وصلّوا عليه (١).
لم يكن أهل البصرة غافلين عن شخصية الإمام الحسين عليه السلام وعلمه، وفي ذلك روي عن الإمام الباقر عليه السلام هذه الرواية:
قال وهب بن وهب القرشي، حدّثني الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه عليهما السلام إن أهل البصرة كتبوا إلى الحسين بن عليّ عليهما السلام يسألونه عن الصمد، فكتب إليهم (٢).
وعندما أرسل أهل الكوفة كتبهم إلى الإمام الحسين عليه السلام يدعونه للقدوم عليهم، توجه الحسين عليه السلام إلى العراق يوم خروج مسلم بن عقيل بالكوفة، وهو يوم التروية، بعد مقامه بمكّة بقية شعبان وشهر رمضان وشوال، وذا القعدة وثمان ليال خلون من ذي الحجة سنة ٦٠ هـ وكان قد اجتمع إلى الحسن عليه السلام مدة مقامه بمكّة نفر من أهل الحجاز ونفر من أهل البصرة انضافوا إلى أهل بيته ومواليه (٣).
ومن الّذين لحقوا بالحسين عليه السلام من شيعة البصرة وهو في مكّة يزيد بن ثبيط العبدي وابناه عبد الله وعبيد الله، وعامر بن مسلم العبدي، ومولاه سالم، وسيف بن مالك، والأدهم بن أمية، وقوي يزيد بن ثبيط في
______________________
(١) المصدر السابق: ج٣٩ ص٣٤٨.
(٢) بحار الأنوار: ج٣ ص٢٢٣ رقم ١٤.
(٣) المصدر السابق : ج ٤٤ ص٣٦٤.