الفصل الرّابع
لا يمکن توضيح الوضع الحالي للطوائف المسيحية الکثيرة العدد في العراق الجنوبي أو صلاحيات رؤسائها الروحيين وتبعينها للحماية الدينية للدول الأوروبية ثم علاقاتها فيما بينها وموقف الحکومة المرکزية منها إلا بالارتباط مع الوضع العام للـ «رعية» المسيحية في الامبراطورية العثمانية. لذا فإننا سنبدأ الفصل الحالي ببحث هذه النقطة الأخيرة في تسلسلها التاريخي.
لقد أصبح السلاطين العثمانيون المتصرفين بمقدرات الکنيسة الشرقية منذ أن احتل محمد الثاني القسطنطينية واستولى على عرش الأباطرة البيزنطيين في ١٤٥٣.
وقد وقعت على عاتق الفاتح مهمة صعبة هي إرساء العلاقات المقبلة منذ البداية بين المنتصرين والمندحرين الذين کانوا غريبين عن العثمانيين في اللغة والدين والعادات والتقاليد. وقد استند السلطان في هذا الأمر على تعاليم القرآن التي توصي بالإبقاء على الحياة ومنح الدينية لـ "أهل الکتاب" "أهل الکتاب" أي للذين عندهم کتاب مقدس من الشعوب المغلوبة، والمحافظة على ممتلکاتهم شرط أن يخضعوا خضوعاً مطلقاً للحاکم المسلم ويدفعوا الجزية.
لقد عُين کيناديوس وکان قد انتخب بأمر
من السلطان محمد الثاني