مقدمة الناشر البصرة علوية المنشأ والهوى
الحمد لله ربّ العالمين، وصلّى الله على محمّدٍ وآله الطاهرين، واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين.
وبعد: قبل الدخول في كتابة بعض السطور التي تتعلّق بالبصرة من جانب العقيدة واللغة وموافقها المشرِّفة بودّي أن أشير الى أنّ جناب الأخ الاستاذ الفاضل الورّاق مدير دار ميسلون للطباعة والنشر دام مسدّداً ومؤيداً لحفظه التراث، قد طلب منّي أنْ أكتب شيئاً كمقدمةٍ لكتاب (ولاية البصرة في ماضيها وحاضرها) للقنصل الروسي في البصرة عام ١٩١٢ م، فنزلتُ عند رغبته من باب الامتثال خير من الأدب. وإلّا أنّي قليل البضاعة ولكن هذا حسن ظنه بي، فله جزيل الشكر والامتنان، وأسأله تعالى أنْ يوفقه لما فيه الخير والصلاح بمحمدٍ وآله الطاهرين.
فنقول: قد كانت البصرة منذ تأسيسها واجهة العرب والمسلمين في التحدي الحضاري في جميع صوره. وكان لها دورها الكبير في المسيرة الحضارية والإسهام الفاعل في الحضارة الإنسانية. وليس بخافٍ على أحد ولا يجهله العلماء والباحثون قديماً وحديثاً.
البصرة هذه الحسناء، الّتي تربعت على
كنوز السحر والثراء، واستهوت التجار والشعراء، وأنبتت العلماء والأدباء، وملكت القلوب وفتنت العقول، وسالت لها لعاب المطامع ـ في الغابر والحاضر ـ، هذه