وقيل: الأرض الطيبة الحمراء (١).
وقيل: البصرة تعريب (بَس راه) لأنّها كانت ذات طُرُق كثيرة انشعبَتْ منها إلى أماكن مختلفة (٢).
قال الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله: هل علمت أنّ بين الّتي تسمى البصرة والّتي تسمّى الاُبُلَّة أربعة فراسخ وسيكون الّتي تسمّى الاُبُلَّة موضع أصحاب العشور ويقتل في ذلك الموضع من أمتي سبعون ألفاً شهيدهم يومئذٍ بمنزلة شهداء بدر (٣).
فقال له المنذر يا أمير المؤمنين ومن يقتلهم فداك أبي وأمي قال: يقتلهم إخوان الجن، وهم جيل كأنهم الشياطين، سود ألوانهم، منتنة أرواحهم، شديد كلبهم، قليل سلبهم، طوبى لمن قتلهم، وطوبى لمن قتلوه، ينفر لجهادهم في ذلك الزمان قوم، هم أذلة عند المتكبرين من أهل زمان، مجهولون في الأرض، معروفون في السماء، تبكي السماء عليهم وسكانها، والأرض وسكانها، ثمّ هملت عيناه.
يا منذر أنّ للبصرة ثلاثة أسماء سوى البصرة في الزبر الأول لا يعلمها إلّا العلماء، منها الخريبة، ومنها تدمر، ومنها المؤتفكة.
ثمّ قال: يا أهل البصرة إن الله لم يجعل لأحد من أمصار المسلمين خطّه شرف ولا كرم إلّا وقد جعل فيكم أفضل ذلك، وزادكم من فضله بمنّه ما ليس لهم، أنتم أقوم الناس قبلة، قبلتكم على ـ كذا ـ المقام حيث
______________________
(١) معجم البلدان ٢: ٣٤٠، ط بيروت، دار إحياء التراث العربي.
(٢) نفس المصدر.
(٣) في الملاحم والفتن: ص١٧٥ رقم ١١٣.