كانت في فعلها الخاص قوية الادراك كانت معتدلة. ومتى كانت تدرك من قريب ومن بعيد معا كانت معتدلة. ومتى كانت تدرك من قريب وبعيد معا (١٩٦) ولا تتأذى بالمبصرات الباهرة فيدل على قوتها. ومتى لم تدرك من بعيد ومن قريب (١٩٧) جيدا كانت ضعيفة في خلقها ، او في مزاجها نقص وفساد. ومتى كان روحها قليلا صافيا ادركت القريب باستقصاء ولم تدرك البعيد لأن الروح الباصر والقوة الباصرة لا تفي ان تصل الى البعيد. ومتى ادركت البعيد ولم تدرك القريب ، فروحها غليظ كثير. ومتى حدّق فالحركة ترق الروح وتصفو فيدرك. وان ضعفت في الحالين فروحها قليل كدر (١٩٨). ومتى كانت جافة لا تغمض دل على يبسها. وان كانت كثيرة الدمع والرمص فهي رطبة. ومتى تأذن بالحر وانتفعت بالبرد ففيها سوء مزاج حار. وان كانت بالعكس ففيها سوء مزاج بارد.
_________________
١٩٦) في الاصل : ومتى كانت تدرك من قريب معا ولا تنادى بالمبصرات.
١٩٧) في الاصل : ومتى لم يدرك من بعيد ومن قرنب جدا كانت ضعيفه في حلقها.
١٩٨) في الاصل ضعت في الحالين فروحها قليل.
نلاحظ هنا انه أراد أن يفسر سبب عيوب الانكسار (قصر النظر وبعد النظر وحرج البصر المسمى الاستكماتيزم) وقد أسند سبب هذه العيوب الى عدم صفاء الروح الباصر او غلظه. ثم لننظر الى قول الموءلف (ومتى حدق فالحركة ترق الروح وتصفو فيدرك) وهو ما نشاهده لدى المصاب بقصر البصر Myopie حيث يضطر الى التحديق اي يشدد لتتم عملية المطابقه Accommodation على العدسه ويقرب الجسم المنظور من عينه لذلك بعد التأثير على العدسه لكي يزداد احديدابها او ينقص.