تقديم
|
بقلم : الاستاذ الدكتور عبد الرزاق محيي الدين رئيس المجمع العلمي العراقي سابقا |
بسم اللّه الرحمن الرحيم ، وبعد ، فمنذ سنوات خلت رغب صديقي الاثير الدكتور حازم البكري أن يفحص مخطوطات المجمع العلمي العراقي ، عساه يجد بينها مخطوطا في الطب يعمد الى احيائه ونشره ، فيؤدي بذلك خدمة للتراث العربي في جانب من جوانبه ، ويعيد حياة لاثر يمثل مرحلة تاريخية وعلمية من مراحل هذا الفن ، وقد تطور في عصرنا الحاضر تطورا بعد ما كان عليه في العصور الوسيطة.
وببحث مستفيض في مخطوطات المجمع اهتدى الى المخطوط الماثل أمام المعنيين بتاريخ علم الكحالة ، وبما كان عليه لدى المتطببين في عصور سابقة.
وعرض علي نسخة المخطوط يستطلع رأيي في الاقدام على احيائه ، فأشرت عليه بضرورة الاطمئنان الى قيمته العلمية ، ثم الوقوف على نسخ للمخطوط قبل الاقدام على تحريره ، اضافة لذلك ضرورة الاهتداء الى شخص مؤلفه ، ومنزلته بين أطباء عصره ، ليوفر للاثر عنصر الواقع العلمي والواقع التاريخي.
انقطع للبحث مدة طويلة وراء الوقوف على نسخ مخطوطة للكتاب في فهارس المخطوطات ، وفي دور الكتب الشرقية والغربية فلم يجد ذكرا له ، أو اقتباسا منه ، كما لم يجد لسيرة المؤلف ترجمة بين تراجم الاطباء.
وعاد الي يسألني الرأي في أمر تحريره ونشره على المخطوطة الفريدة بعد ان أكد لي ان الكتاب من الناحية العلمية جدير بالاحياء.