الفصل الحادي والعشرون
في وصف الاجفان وكونها وغيرها وقاية وجنّة للعين. والحكمة المستفادة من خلقها
واذ قد تكلمنا في الطبقات والرطوبات وكيفية الابصار بحسب الامكان ، فلننتقل الى الكلام في الاجفان وغيرها مما خلق لوقاية العين فنقول : ان اللّه تعالى حصن هذه الجملة بالاجفان والاهداب النابتة حول العظم ، وبعظم الحاجب ، وأصل الانف ، وعظم الوجنة ، وهذه العظام لتكون وقاية من مصادم اعظم من العين يلاقي اطراف هذه العظام فلا يصل الى العين والاجفان. فلتمانع بصلابتها نكأة (١٤٣) ما يصادم وتمنع عند انطباقها من وصول الغبار والدخان والماء والشعاع القوي الى العين. ولما جعلت الاجفان لتستر ، لم يجعل الاعلى (١٤٤) والاسفل يتحركان انطباقا وانفتاحا بل جعل الجفن الاسفل ساترا بعض
_________________
ولكي نقرب صوره واضحه عن كيفية الرؤيه كما نفسرها الان. نقول : ان العين تشبه آلة التصوير (وان كان واجبنا ان نقول العكس) ذلك ان جدار العين الخارجي يشبه جسم آلة التصوير. والقطاع الامامي من كرة العين شفاف ، اول سطح منه هو القرنيه ، وهو الاول في استقبال الاشعه الوارده من الجسم المنظور. ويبطن جدار العين من الداخل غلاف داكن اللون كما هو الحاله في آلة التصوير ويعرف هذا الغلاف بالطريق الوعائي. ويبطن هذا الغلاف الداكن غشاء يعرف بالشبكية ، وهي تشبه في عملها الفلم الحساس للمرئيات. ومنها ينتقل الاحساس بالضوء الى مراكز الابصار العليا بالمخ عن طريق العصب البصري والذي يترجم الاحساس بالضوء الى صور المرئيات بالمخ عن طريق العصب البصري. انظر كتاب : انظر كتاب : أمراض العين تأليف شارل. ه. ماي. مطبعة ماسون. سنة ١٩٥٦. في بحث المرئيات).
١٤٣) في الاصل : فلتمانع بصلاتها نكاية ما يصادم.
جاء في القاموس المحيط (نكأ القرحة نكئا أي قشرها).
١٤٤) في الاصل : لم يجعل الاعلا والاسفل