واستقرارها في الجوبة. ولو لا هذا العضل لكانت الشعبة تنهتك عن أدنى سقطة او انزعاج الرأس الى جهة أمام. وعند المشرحين خلاف في هذه العضل الثلاث. فعند قوم انها عضلتان وعند قوم انها عضلة واحدة ولم يختلفوا في وجود جنس العضل لما ذكرنا من حفظ العين بالمسك. واما عضل الجفن ، ففي وسط الجفن الاعلى عضلة ترفعه الى فوق لينفتح. وفي طرفيه عضلتان تحيطانه وقت التغميض والطرف. وانما جعل حركة الجفن الاعلى الى فوق بعضلة واحدة في الموضع الوسط ، لان شعر العين لما كان صلبا تحرك طرفاه بتحرك وسطه. فاذا جذبت العضلة وسطه ، انجذب سائره الى فوق. وجعل حركته الى أسفل بعضلتين في زاويتي العين ، لان الشعر وان كان مفرط اللين حتى استرخى ، ليس يسهل تحريك سائره بتحريك طرفيه كما يسهل تحريك طرفه بتحريك وسطه. ولان طرفيه لو كان في كل واحد. عضلة لكان فتح العين من جانب اللحاظ والانف سواء فلا يستقيم للعين فتح.
ولما كانت العين دائمة الحركة وكذلك الاجفان عليها انفتاحها وانطباقها جعل من فوق غدد ومن اسفل غدد يرشحان دائما في ثقبة دقيقة رطوبة لينة الى العين ليسهل بها حركتها ومرور الاجفان عليها. وجعل شحم منطبق بالعين يفيدها لينا ويعينها في جودة الحركة الى الجهات. فتبارك اللّه احسن الخالقين.
القسم الثاني من الجزء الاول
في تعريف احوال العين وامزجتها والوانها
واحوالها الطبيعية منها وغير الطبيعية واختلاف ذلك
وهو فصلان