قصة الكتاب
ذات يوم من عام ١٩٦٩ ، وفيما كنت افتش عن احد المصادر في مكتبة المجمع العلمي العراقي في بنايته القديمة ، اذ وقع نظري على كتاب منزو في احدى زوايا الرفوف العالية ، وقد علته الاتربة مما يدل على ان يدا لم تمد اليه منذ فترة طويلة. وقد دفعني الفضول الى ان احمل الكتاب وانفض عنه اتربته لاعرف كنه حقيقته. فاذا بي امام كتاب مخطوط مجلد بجلد غزال ، يحمل على ورقته الاولى عنوانه (نهاية الافكار ونزهة الابصار) وتحت ذلك اسم مؤلفه (الكحال عبد اللّه بن قاسم الحريري. كتبه سنة ٦٢٤ ه وقدمه للسلطان شاه ارمن) يلي ذلك جملة (النسخة بيد مؤلفها). كل ذلك قد كتب بخط حديث العهد. وبعد ان تصفحته ، وجدت ان بجملته يبحث في علم الكحالة. لذلك اعدته الى موضعه ولم اعره كبير اهمية ، لانه ليس بغيتي التي جئت من اجلها.
وبعد سنتين ، وكنت حينذاك قد انتهيت من طبع كتابي السابق الذي اشغلني فترة من الزمن ، عكفت على البحث عن موضوع جديد اكتب فيه. وفجأة خطر لي ذلك الكتاب المخطوط ، فعدت اليه واشعرته من المكتبة ، واخذت اقلب في صفحاته واطلع على مواضيعه وارى محتوياته .. وبعد لاي من الزمن ادركت انه كتاب ثمين ومهم. لذلك عقدت العزم على تحقيقه واخراجه من سجنه.
اول عمل بدأت به هو التفتيش عن نسخة ثانية من الكتاب ولان تحقيق اي مخطوط عن نسخة واحدة هو امر صعب بل متعب للغاية.