والشهوة ، والوسواس السوداوي ، والصداع ، والصرع ، والدوار. وبالجملة فإن فم المعدة إذا بآلته آفة ، دخل بسببها الضرر على أفعال النفس. وقد ذكر جالينوس أن اختلاط الدهن يحدث عن فم المعدة لأحد أربعة أسباب : أما لشدة الوجع فيه ، واما بكثرة حسه ، وأما لأن جنس العصب يكون ضعيفا ، كثير الحس ، واما لأن الدماغ يكون ضعيفا سريع القبول للتأثر. اما بالطبع واما لعلّة. فأما سائر العلل التي ذكرنا أنها تعرض في الدماغ لألم المعدة والسبب في ذلك ما يرقى الى الدماغ من البخارات الدخانية التي ترتفع من الكيموسات الرديئة ، المتولدة في المعدة.
وقد قال جالينوس : الصداع المخصوص في أكثر الأمر من غير سبب ظاهر يكون في فضول حارة تجتمع في المعدة. وله أيضا فضل في الضد. وليس يعجب أن تعرض في الجسد أعراض كثيرة ، لوجع المعدة لأن هذه الاعضاء الدنيئة يعتلّ بعللها ، ويتوجّع بوجعها ، أعني الدماغ والقلب ، والكبد والأرحام في النساء. وكما أن منفعة فعال المعدة عام لجميع أعضاء الجسد كله ، وكذلك قد يعمّم أعضاء الجسد كله الألم ، إذا مرضت المعدة.
وإذا قلنا في كيفية اشتراك المعدة للاعمال الرئيسة ، والاعراض التي تعرض عن آلامها. فقد يجب علينا القول بعد ذلك في القوى الطبيعية الأربعة وبالله توفيقنا.
القول في القوى الطبيعية الأربعة
وأقول ان القوى الطبيعية أربعة : وهي القوة الجاذبة (١) ، فالقوة الماسكة الجلاّبة بالقوة الهاضمة ، وهي المعسرة ، والقوة الدافعة ، وهذه القوى في كل عضو من أعضاء البدن ما صغر فيها ، وبأكثر من سائر (الأجزاء) الباقية ، مما طبع على الغذاء إلا أنها بالمعدة والقلب أخص ، وفيهما أقوى من قبل أن كل عضو من أعضاء البدن إنما يستعمل هذه القوى لضعفه تفسد من إصلاح غذائه أمر فيه جسمه.
____________________
اضطرونا بسبب عدم انتظام تسلسل الورقات الى اعادة تنظيمها كما يلاحظ من ترقيمها.