فيحدث في المعدة ضعفا. ما تفعل وأكثر من حار مفرط. أخذ عليه دواء باردا رطبا ، يزيل ضرره وإذا أخذ من الأغذية الباردة البطيئة>فليؤخذ< على أثرها من الأدوية الحارة اللطيفة ، كيما (تعز) بحرها فلطافتها حر المعدة الغريزية المنضجة للغذاء. وينبغي لهم أيضا أن يتجنّبوا الأغذية الضارة البطيئة الانهضام ، وإن كانوا لها مستمرين بفضل صحة المعدة ، فانها تضرّهم إذا أدمنوا عليها وتضعف قوى المعدة. وكذلك ينبغي أن يتجنّبوا الأدوية الضارة في طبيعتها مثل شحم الحنظل ، والجعدة ، والزبد ، والسقمونيا ، وما أشبه ذلك فإذا عزمت النفس على الحمية كان ذلك دليلا على سبب الصحة.
وقال بعض الحكماء : أحسن ما غلب عليه الحر من قمع شهواته ، ما كانت في المطعم والمشرب. ولا سيّما من حيث يدمن مضرته.
وقيل لجالينوس [ ما العلاج ] الأكبر فقال : الحمية.
وقال بعض الأطباء : الحمية طبائع الصحة.
وقيل لجالينوس : أنك تقلّ من الطعام. قال : غرضي في الطعام أن آكل لأحيا ، وغرض غيري في الطعام أن يحيا ليأكل. وقال قوريوس الفيلسوف : هل ما بيني وبينكم في طلب الحياة في هذا العالم؟ أني إنما أغتذي لأعيش ، وأنتم إنما تريدون العيش للغذاء.
وقال أفلاطون : الحمية حميات عاميّة ، وخاصيّة. فأما (العامية) فلا تتغذى أبدا إلا مع الشهوة ، وأما الخاصيّة ، فانظر الأسطقس القاهر عليك ، فقابله بضده.
ولجالينوس فصل قال فيه : احفظ هذه الجملة من أمر الأطعمة أن جميع ما كان رديء الغذاء رطبا لزج سريع الانحدار ، فينبغي أن يقدم قبل جميع الأغذية. فانك إذا قدمتها أسرعت الى الانحدار ، وطرقت لغيرها ما انحدرت بانحدارها. وإن أخذت بعد الطعام فسدت ، وأفسدت بفسادها غيرها ، مما يتناول معها.
وذكر بعض الأطباء : أن من كانت عادته أن يتغذّى ويتعشّى ، فترك الغذاء وأقصر على العشاء ، عظيم ضرر ذلك عليه. ومن كانت عادته أكلة