يحتقن به لهذا السبب الذي ذكرناه بعينه. وكذلك يعرض في جنس البراز. وذلك أنه ربما حرك الانسان بطنه ، وهو فيما بين جماعة أو عند من يحتشمه ويجله ، فيصير على ذلك ويمتنع بالأدب من القيام فيتراجع الشيء الى فوق ، بدفع من القوة الدافعة التي في الأمعاء اياه ، حتى تقارب المعدة فيصل شيء من رائحته الرديئة اليها. وكذلك أيضا الريح اذا احتبست تراجعت الى فوق فتحدث غثى وبطلان الشهوة.
وقد يعرض الغثي كثيرا من غير أن يتقيأ معه شيء وانما يعرض ذلك متى كان الخلط المؤذي يسيرا. ولم يكن في فضاء المعدة لكن في نفس جوهرها. وربما كان احتباسه في جرمها بمنزلة احتباس الماء في الأسفنج ، وربما كان قد لحج وغاص في أغشيتها لحجا يعسر خلاصة ، منها اذا كان شديد اللزوجة.
واذا كان مزاج ذلك الخلط حارا ولد العطش. وان كان باردا كانت معه شهوة الطعام ، وفيما فحصنا من أسباب القيء والغثيان كفاية ان شاء الله.
القول في علاج القيء وقطعه
والتدبير النافع لذلك
ينبغي لنا اذا رأينا الأطعمة تخرج بالقيء غير منهضمة ولا مستحيلة ، أن تعلم وان السبب في ذلك ضعف المعدة عن امساك ما يرد. وأن يعالج العليل بالأشياء القابضة مما له قوة عطرية. تقوى بها المعدة أدوية كانت أو أغذية أو أشربه.
فان كان القيء بسبب ما يثقل على فم المعدة أو يلذعه من أحد الكيموسات الرديئة او من استحالة الغذاء بسبب سوء الهضم. فينبغي لنا ألاّ نقطعه وخاصة في المبتدأ ، الا أن نخاف أن يكثر القيء على العليل فيضعفه ، فحينئذ يعمل في تسكينه وقطعه بالأشياء التي تقوى المعدة. فأن كان العليل قويا فينبغي لنا أن نعالجه بما يقطع مادة ذلك الاختلاط من الأعضاء ، ان كانت منصبة الى المعدة أو بالأشياء التي فيها قوة تجلو تلك