خرج الطعام بعد اثني عشر ساعة غير مهضوم فذلك دليل على ضعف القوة الهاضمة وفسادها.
فأما التقرح الكائن على سطح المعدة فسببه كيموس حار لذاع الا أنه وان كانت القوة التي في المعدة لم يحدث بها ضرر. فانه يجب عندها ذا العارض ضرورة أن يكون الغذاء اذا مر فيها فساد تلك المواضع المتسلخة لمروره فيها ان تدفعه الى أسفل ، وتقدمه عنها بأسرع ما تقدر عليه. فاذا كان كذلك يحدث في جميع المواضع التي يمر فيها لزم من قبله سرعة خروجه من غير أن يكون ابتداء الهضم. الا أنه في هذا الصنف الآخر الذي يكون بسبب ضعف المعدة بخروج الطعام ، يكون فيه من غير حس مؤذيته. وقد بينا أسباب القروح المتولدة في المعدة. وطريق مداواته فيما تقدم من هذا الكتاب.
القول في علاج ضعف المعدة وزلقها.
ينبغي لنا أن نبدأ من علاج المعدة الضعيفة عن امساك ما يرد عليها من الغذاء بأن ينظر من أي سبب حدث ذلك؟ فان اتضح عندنا بالبراهين التي قدمنا أن ذلك من قبل ضعف القوة الماسكة في المعدة ( ... ) أيضا ( ... ) بسبب عرض ذلك الضعف.
فان كان من قبل حرارة مفرطة فينبغي أن تطفأ الحرارة بالأشياء الباردة القابضة مثل رب الآس ، أو رب السفرجل ، أو رب الرمان ، أو رب الحصرم أو شراب الفاكهة ، أو شراب الورد ، أي ذلك تهيأ يسقى منه أوقية مع أقراص الطباشير المعمولة ببزر الحماض أو أقراص الجلنار ، أو أقراص الطراثيث. أو يسقى من سفوف حب الرمان ، أو يعطى من جوارش السفرجل أو جوارش السماق أو جوارش التفاح ، ويعطى الورد المربّى ، والزعرور ، والكمثرى ، والغبيرا ، والنبق ، والسفرجل وما أشبه ذلك. وتضمد المعدة بالأشياء الباردة القابضة ، مثل ما اتخذ من الآس ، والورد ، والرامك ، والصندل والكافور ، وما أشبه ذلك. ويكون الغذاء الحصرميات ، والرمانيات ، مع الفراريج ، والقنابير. والدراج ، أو صفرة البيض مطبوخ بخل ثقيف. أو العدس المقشر المطبوخ بماء الرمان الحامض.