الاّ أننا لا نجد لا سمه ذكرا في كتابات الأطباء أو المؤرخين العرب.
كذلك فان العلم في تونس كان قد بلغ شأوا عاليا فلما ذا اتهم بالسحر ويهرب سرا؟؟.
كلها أسئلة لا تزال بدون جواب!.
المهم أنه تونسي (١٠١٥ ـ ١٠٨٧ م) نقل العلم العربي الى أوربا.
وكما يقول لوكلير(١٨) ان ذلك لا يعني الا شيئا واحدا وهو أنه جزء من المدرسة العربية وقد سبب في أوربا بداية النهضة الطبية ولهذا فان مكانته ستظل هامة في تاريخ طب العصور الوسطى ». ويبدو أنه كان مسلما ثم تنصّر.
أما القسم الثاني من حياته فهو معروف اذ أنه بعد أن تعرف على أمير ساليرنو دخل في رهبنة مونتي كاسينو ، وكتب كتبا كثيرة. ذهب بها تلميذه حنا JEAN الى نابولي ومات هناك ، وهو عربي فارسي الأصل.
ويقول لوكلير(١٩) « يعطي (قسطنطين) اسم المؤلف الحقيقي للكتب التي ترجمها مرة واحدة فقط * ، بينما في الكتب الأخرى ، وهي أهم ما ترجمه ، لا يكتفي بكتمان الاسم الأصلي للمؤلف ، بل نجده يضع في المقدمة أسماء أطباء يونانيين ، كما لو أنه كان يريد تقديم البديل ».
أما كتاب ابن الجزار « زاد المسافر » فقد ترجمه تحت اسم VIATIQUE ولم يذكر اسم ابن الجزّار.
كذلك فعل بكتاب علي بن العباس المجوسي : الكتاب الملكي اذ ترجمه تحت اسم PENTAGNI.
والأقبح أنه كتب في مقدمة كتاب ابن الجزّار ما يلي(٢٠) : « أنا ، قسطنطين راهب مونتي كاسينو ، أعمل لخير الجميع ، لقد نشرت كتاب بانتاغني ، حيث يجد البعض فيه النظريات ، ويجد البعض الآخر النظري والعملي ، أما بالنسبة للمبتدئين ، فقد ألفت كتابا أسهل ... واذا ما وضع بعضهم أنيابهم على الكتاب ، فلسوف ألقي بهم نياما في ضلالاتهم .. اعتقدت
____________________
(*) هو اسم اسحق بن سليمان الاسرائيلي مؤلف كتاب الحميات كما سبق وقلنا.