كما سبق وأشرنا اليه.
يبدأ الكتاب باشارة الى أنه مهدي لولي العهد ابن أمير المؤمنين فإذا كان أمير المؤمنين المعز لدين الله فلا شك أن ولي عهده وهو العزيز ابنه.
ولا نرى صفة أو مديحا للامير. بل على العكس مديحا طويلا لمن « صرف رأيه وهمه ولطيف عنايته وفكره الى الاجتهاد ». مما يدل على اعتزاز ابن الجزّار بعلمه وتقديمه الاجتهاد على كل شيء.
ولكنه يعود فيذكر الأمير فيقول : « وحق ما عظم الله من حق الأمير سيدي ومولاي لو اقتصر الأطباء على واحد من هذه المزاجات وعالجوا به من ضعف ذا العلل المتولدة في المعدة من البرد لكان فيه مبلغ وكفاية لشرف هذه المزاجات وفضلها وما تعرفناه من نجحها » فهو في هذه الفقرة ، يؤكد احترامه للأمير ولكنه أيضا يشدد على اعتداده بنفسه وبعلمه وثقته بنفسه.
ويعتمد ابن الجزار في كتابه على آراء وأقوال كل من أبقراط وجالينوس وبروفوس وقولوبوس وأفلاطون ، وفولوبوس ، ولكنه لا يمجدهم ، ولا يضيف عليهم تلك الهالة القدسية التي يضيفها غيره من المؤلفين خاصة من المتأخرين منهم.
أما من الأطباء العرب فهو يذكر يحيى بن ماسويه ، اسحق بن عمران ، وابن بطلان وسابور بن سهل ، إذ يأخذ عنهم ويستشهد بآرائهم.
كذلك فهو يذكر عمه محمد بن أحمد ، وما خلا ذلك فهو يكتب ، وكثيرا ما يؤكد ، على أنه ألف الشراب كذا ، أو الدهن كذا ، ويقول أنه قد جربه وتأكد من نجاحه.
وفي المقدمة نراه ينتقد عددا من المؤلفين القدامى أمثال : تياذوق ، وجرجيس بن يختيشوع يوحنا بن ماسويه ، واهرن القس. وذلك لأنهم لم يشرحوا بشكل مفصل وجيد الأسباب والعلامات التي يجدها المرء في أمراض المعدة.
وينتقد بشكل خاص اهرن الذي قال بأن من قرأ كتب جالينوس استغنى عن كل ما كتب. ويتهمه بأنه لا يريد تعليم الناس الطب ، فهو يضن