ثم ينتقل الى القول في القوى الطبيعية الأربعة. فيذكر ان جالينوس قد قال في كتابه « المزاج » : « ان مزاج كل واحد من الاعضاء ، أكثر ما يعرف بأفعال الأعضاء » أي يستدل على حال العضو من الصحة أو المرض بجودة عمله : فاذا كانت المعدة تستمرىء الطعام جيدا فهي معتدلة المزاج أي طبيعية. وإذا اضطرب الهضم معنى ذلك أنه حدث سوء مزاج لأسباب مختلفة. وفي « التدبير النافع لتغيير مزاج المعدة من الأدوية والأغذية والأشربة » وفي « القول في اصلاح المعدة » يتصدى للمعالجة ، وتكون بالضد. فيسخّن البارد ، ويبرّد الحار ، ويرطّب اليابس ، ـ وييبّس الرطب. ويستشهد بقول أبقراط : « الضد للضد أشفى ، والشكل للشكل أكفى » وقال : في فصل آخر « النظير للنظير والضد للضد ». كذلك هي الحال بالنسبة للمعالجة فمن كان سبب مرضه الامتلاء فشفاؤه يكون بالاستفراغ الخ ... ثم يسرد قائمة طويلة لأدوية مركبة مختلفة من أقراص وشرابات ، ولخالخ ، واطريفلات ، بعضها مأخوذ عن ابن ماسويه ، والبعض الآخر من تأليفه هو وعددها كبير ويؤكد دوما أنه قد جربها وتأكد من نجاحها. ومن بينها ما يصفه بأنه « ملوكي طيب عطري مما ينبغي أن يستعمله السادة الأشراف » وبعدها تأتي الجملة التي يؤكد فيها أنه لو اقتصر الأطباء على واحدة من هذه الوصفات وعالجوا بها مرضاهم المصابين بأمراض ـ المعدة الناجمة عن البرد لكان في ذلك كفاية لما تعرّف عليه من نجاحها. ويذكر من طرق المعالجة : الحمّام ، ويصف كيفية استعماله بدقة.
وبعد ذلك الفصل العلاجي الطويل ينتقل الى القول في التدبير الحافظ لصحة المعدة « وهنا يدخل في الطب الوقائي لامراض المعدة فيؤكد على أنه يجب كبت الشهوة واللذائذ والنظر الى الطعام كأنه دواء يقصد منه المنفعة. ومن كثر طعامه ضعفت معدته وأصيبت بالتخم. وعلاجه ترك الطعام وهو يشتهيه ، وترك الشراب دون البلوغ الى حالة الاستقصاء ».
ويستشهد بقول جالينوس في كتاب ابيذيميا « تستدام الصحة بشيئين : بالامتناع عن الشبع ، وترك التكاسل عن التعب » ، و « ان ادمان الرياضة قبل الطعام من أبلغ الأشياء في حفظ الصحة » و « قال : غرضي في الطعام