قبل دخوله المعدة ويقع فساد الاستمراء لاحدى أربع خصال : أما لكمية الغذاء ، أو لكيفيته ، أو الوقت الذي يتناوله الانسان ، أو المراتب في تناوله. ثم يشرح كل حالة من هذه الحالات وما ينجم عنها من أعراض.
ويقول ان الهضم الكامل يكون أثناء النوم ، وان قلة النوم قد تسبب فساد الاستمراء.
وأنه إذا حدث سوء هضم فان العضو الضعيف في الجسم هو الذي يتأثر من جراء ذلك فاذا كان الرأس هو الضعيف مثلا حدث سهر أو صرع أو جنون أو سباب أو وسواس سوداوي.
ثم ينتقل الى تدبير سوء الاستمراء وابطاء الهضم ، ويجب البحث عن السبب ومعالجته ويبدأ بعد ذلك بتفصيل أسباب سوء الاستمراء فيقول ان أولى الاسباب هو سوء مزاج القوة الهاضمة ويكون ذلك اما عرضا أو مرضا كورم المعدة وقد يكون سوء المزاج حارا أو باردا فتختلف بذلك الأعراض.
وفي « القول الثاني من أسباب فساد الاستمراء » وهذا السبب هو اجتماع كيموس فاسد في المعدة ، أما لفساده هو نفسه أو الانصباب مواد من الرأس ، فتستحيل الأطعمة الى الدخانية أو الحموضة. وسبب ذلك سوء المزاج ، فاذا كان باردا غالبا فيخرج الطعام بدون انهضام ، أو في القيء ، أما إذا كان حارا فيغلب القيء والعطش.
وفي القول الثالث ، والسبب هنا ناجم عن الغذاء نفسه بسبب كميته أو كيفيته أو وقت تناوله. وينجم ذلك نوم طويل واضطرابات معوية. ويشدد على أن المرض هو بسبب تناول طعام قبل أن ينهضم الطعام الذي أخذ قبله. وهنا تبدأ الصفحة / ١٨ / من نسخة الاسكوريال ثم ينتقل الى معالجة سوء الاستمراء وابطاء الهضم ، ويؤكد على وجوب البحث عن السبب حسب ما ذكر سابقا ثم يعالج.
ويدخل في تفاصيل علاجية مختلفة يستشهد خلالها بأقوال جالينوس وفولوبوس. ويؤكد على أن العشاء أفضل من الغذاء ، وأن الاغتسال بالماء البارد في زمن القيظ من أعون الأشياء للهضم.