يتفرع في الأحشاء(٤).
وبهذا (أي العصب السادس) يكون الاحساس بشهوة الطعام ، وخص هذا العضو بهذه الشهوة ، وذلك لأن ما عداه من أعضاء البدن ينتهي جذبها اليه وهو لم يجذب من غيره. فاحتاج أن يكون له شعور بعوز الغذاء ليحث الانسان على طلبه. وصار عصبه دماغيا وليس نخاعيا مع أنه أقرب اليه وذلك لقوة حس الدماغ.
المجاورات : تقول بعض الكتب العربية نقلا عن جالينوس أن الكبد يحيط بالمعدة بزوائده الخمسة (فصوصه) كأصابع اليد ، الى اليمين. ويحدد بقراط عدد هذه الفصوص أيضا بخمسة. ونحن نعلم حاليا أن لها فصان فقط.
والجدير بالذكر أن المجوسي * يشك في قول الفاضلين فيقول بأن تشكل الكبد ليس واحدا عند كل الناس ، بل منهم من كبده تحتوي على فصين أو ثلاثة أما المرارة فلها مجريان : أحدهما يتصل بالكبد ، والآخر يمر الى أسفل فاذا قارب أواخر المعدة انقسم الى قسمين غير متساويين : أصغرهما يتصل بأسفل المعدة ، والأكبر بالمعي الاثني عشر. وربما كان العكس ، وصاحب هذه المعدة يشكو دوما من تهوع وغثيان.
والطحال الى يسار المعدة ، ويلي تقعيرها. يتصل به مجريان أحدهما يشارك به الكبد واتصاله بها من أسفلها ، فيه تنصب السوداء اليه.
والآخر متصل بفم المعدة وفيه تنصب السوداء اليه وتجويف هذا المجرى أضيق من تجويف الأول.
ويقوم الطحال بتنقية الدم من الخلط الأسود وخزنه الى وقت الحاجة لدفعه الى فم المعدة لأجل تنبيه شهوة الطعام.
____________________
(*) والمؤسف أنه ، وان أدرك خطأ جالينوس ، لكنه لم يجرؤ على تكذيبه كما فعل البغدادي ، اذ يقول : « والحس أقوى دليلا من السمع. فإن جالينوس وان كان في الدرجة العليا من التحري والتحفظ فيما يباشره ويحكيه فإن الحس أصدق منه » (كتاب الافادة والاعتبار ـ ص : ٧٤ من طبعة سلامة موسى).