بسم الله الرحمن الرحيم
كتاب فيه أصل علم كبير في الطب ، عضو جسم ـ ألفه للسيد الأمير ولي عهد المسلمين بن أمير المؤمنين : عبده أحمد بن ابراهيم بن أبي خالد المتطبب.
قد علم خاصة الناس وكثير من عامتهم أن أكثر الناس فضلا ، وأعظمهم قدرا ، أظهرهم للخير فعلا ، وأسبغهم على الناس نعما ، وأن أسعد الناس طرا ، وأوفرهم حظا ، من صرف رأيه وهمّه ولطيف عنايته ، وفكره الى الإجتهاد في مصلحة كل من كان هذه صفته ، فالنصح (والتفرد) اليه بالاشياء التي تقيم بدنه ،
(بسبيل) العلاج من كتب ألّفها أصحاب الكنّاشات فانهم جرّدوها من الاستدلالات على مواضع العلل والأبانة عن أسبابها المولدة لها ، واشتغلوا بتركيب الأدوية فيها ، مثل : تياذوق الاحمق ، وجورجيس ، وشمعون الراهب ، ويوحنا بن ماسويه في كتابه « التمام والكمال ».
وأما اهرن ، فقد اشترط في أول كتابه على من قرأه النظر في كتب جالينوس وقراءتها ومن اتسع بقراءة كتب جالينوس استغنى عنه وعن غيره ، ولا أظن القوم فعلوا ذلك الا ضنا منهم بهذا العلم الشريف. لأن من الممتنع أن يصل آخر الى معالجة عضو من أعضاء البدن الا بمعرفة موضع العلة ومكانها والسبب المولد لها. والله المستعان.
القول في ماهية المعدة وكيفيتها
اعلم أن المعدة وان لم تكن عضوا رئيسيا في نفسها ، فهي عضو عظيم حساس وجميع أعضاء البدن مضطرة الى صحتها ومحتاجة الى اعتدال مزاجها ، لا سيما الاعضاء الرئيسية التي تتألم بألمها ، بسبب الاشتراك بينها ، والاتصال الذي بين الدماغ والقلب والكبد ، وسنذكر كيفية الاشتراك بينها وبين هذه الاعضاء الرئيسية فيما يستقبل من كتابنا هذا ان شاء الله.
____________________
(*) هنا ينقطع النص. وفي الورقات عدم تناسق واضطراد مما اضطرنا الى اعادة ترتيبها. ثم وجدنا أن من الأنسب أن نضع القسم الأول من نسخة الاسكوريال هنا لأن فيها جزءا من المقدمة ثم تشريح المعدة ووظائفها.