والثانية لعموم منفعة خدمتها لها ، واصلاحها لأغذيتها ، وطحنها وهضمها ، وتمييز الغذاء. ودفع ما صفي منه الى العروق وليؤده الى المواضع التي تضخ فيه ودفع الثفل واخراجه.
قال النبي صلى الله عليه وسلم ، فيما روينا عن حديث أهل الشام :
« المعدة حوض البدن فاذا صحّت المعدة صدرت العروق بالصحة ، واذا اعتلّت صدرت بالعلل ».
وقال جالينوس :
المعدة خزانة مشتركة ، جعلت في وسط البدن لجميع الا ( ..... ). وهي آلة هيّأها الله وأعدها لاستمرار الغذاء وهضمه ، وهي مؤلفة من طبقتين : طبقة ظاهرة ، وطبقة باطنة ، وأخرى عصبية ، وعروق ، وأوراد ، وعضل ، وأغشية ، وحجب ، وصفاقات كرية الأسفل ، محكمة الاستدارة ، مستطيلة الصورة ، وطولها من حذاء المريء أولا فأولا.
فأما الحاجة الى استدارتها كما قال جالينوس فلأن الشكل المستدير أبعد الأشكال كلها عن قبول الآفات. وأما الحاجة الى استطالتها وعظمها فلأنها تحتاج الى التمدد لكثرة ما يدخلها من الطعام والشراب. ولأن أعلاها المرىء ولا يزال من حد الحلق يمر مستقيما على وسط الخرز ، الى أن يجاور خرز العنق كله وأربع خرزات من خرز الصدر. فاذا بلغ الى الخرزة الخامسة من خرز الصدر ، عدل عن الوسط الى الجانب الأيمن ، وخلّى موضعه للعرق النابض الأعظم النابت من القلب في ذلك الموضع. وهذا العرق الذي تعرفه العرب بالأبهر اذا كان أشرف منه ، ويمر بحالة حتى ينتهي الى موضع الحجاب ، ثم يحيد هناك عن الجانب الأيمن ويميل الى الجانب الأيسر ، ويرتفع على خرز الصلب حتى يبلغ من الحجاب وسطه ، فينفذ منه حتى يقشع أولا حتى يكون منه فم المعدة بالموضع الضيق منه بعد نفوذه من الحجاب وهو رأس المعدة. وهو مما يلي الجانب الأيسر والواسع منه هو مقر المعدة. وهو مما يلي الجانب الأيمن. وإنما يجعل رأس المعدة مما يلي الجانب الأيسر ، لأن الكبد كانت أحق منه بالجانب (لنتز) فيها وقدرتها في آلات الغذاء ، وكان هذا الموضع من الجانب الأيسر ، اذ كان الطحال أسفل منه ، وجعل أسفل المعدة مما يلي :