العامة ، وهكذا.
ولكن مع كل محاولته تلك ، التجأ إلى إيراد ألفاظ الحديث الواردة من طرق العامة فقط ، والبحث حول تطبيق القواعد عليها ، ولكنه استقى منها ما ورد مضمونه من طرقنا ، وطرح الباقي.
وهنا يبقى المجال مفتوحاً للمحققين لممارسة هذا الفن ، وتطويعه مع قواعد الإمامية ، وألفاظ حديثهم ، ومواكبته مع التقدم الشامخ في مجال علم الأصول.
وعلى أي حال ، كتاب التمهيد كنز ثمين ، جمع الأصول ، وقواعد اللغة العربية ، والفقه ، وبالأخص المسائل النادرة ، التي لم يتعرض لها العلماء ، بالإضافة إلى الوقائع والأحداث التأريخية الطريفة ، كل ذلك في اختصار غير مخل.
وأعجب ما في هذا الكتاب الاختصار والإيجاز الموجود فيه ، حتى قيل : إنه ( أي الشهيد ) لما رأى كتابي التمهيد والكوكب الدري ، كلاهما للأسنوي الشافعي ، أحدهما في القواعد الأصولية ، والآخر في القواعد العربية ، وما يتفرع عليها ، وليس لأصحابنا مثلهما ، ألف هذا الكتاب ، وجمع بين ما في الكتابين في كتاب واحد ، بنحو يثير الدهشة.
ونحن نقول : إن الأمر أبلغ من ذلك كما بينا أولا ، وبالإضافة إلى المزايا الأخرى للكتاب ، التي تكلمنا سابقاً عنها ، فلقد أحسن وأجاد فلله درة وجعل الجنة مستقره.
تحقيق الكتاب
اعتمدنا في تحقيق هذه الرسالة القيمة على نسختين خطيتين :
١ ـ نسخة المكتبة الرضوية المرقمة ٧٣٣٤ ، والتي تم نسخها سنة ٩٦٨