مقدمة التحقيق
وبعد ، فقد تاهت العقول ، وحارت الأذهان ، وعجز الخيال ، وخابت الآمال ، وحكم الصمت ، وسيطر الخشوع أمام عظمة الخالق المتعال. فما تلفظت الشفاه إلا بتحميده ، وما نطقت الألسن إلا بتسبيحة وتقديسة.
نحمدك اللهم ، رب العزة والجلال ، سبحانك العظيم المتعال ، تقدست وتعاليت ، وعلى العرش استويت ، سبوحاً قدوساً ، ربنا ورب الملائكة والروح.
وإذ أذنت لنا بالدعاء ، فنبدؤه بالصلاة على النبي الأمي ، قمة الأخلاق ، وذروة الكمال ، أب الكائنات ، صانع المعجزات ، محمد النبي الأمين.
والصلوات الدائمات ، والبركات الناميات ، على آله المعصومين ، وأوصيائه المنتخبين ، أولهم علي أمير المؤمنين ، وخاتمهم القائم المهدي عجل الله تعالى فرجه.
اعلم : أنه إذا قيست علوم الناس إلى علوم النبي وأهل بيته ، فإنها تكون كقطرة في بحر ، وكل ما تلقّي منهم من العلوم ، فهو خير وشفاء ورحمة للعالمين ، وخيرها وأشرفها وأعظمها نفعاً هو علم الفقه ، ومعرفة الأحكام الشرعية ، ولا تخفى أهمية علم الفقه على أحد.