له حاجة قد طالما قد أسرّها |
|
من الناس من صدر بها يتصدّع |
تحملها طول الزمان لعلّها |
|
يكون لها يوماً من الدهر منزع |
وقد قرعت في أُمّ عمرو لي العصا |
|
قديماً كما كانت لذي الحلم تقرع |
قال : فجاءني والله شيء حيّرني وأذهلني طرباً لحسن الغناء ، وسروراً باختيارها الغناء في شعري ، وما سمعت منه من حسن الصنعة وجودتها وإحكامها .
ثمّ قالت لها : خذي أيضاً من قول أبي محجن ، عافى الله أبا محجن :
يا أيّها الركب إنّي غير تابعكم |
|
حتّى تلموا وأنتم بي ملمونا |
فما أرى مثلكم ركباً كشكلكم |
|
يدعوهم ذو هوى أن لا يعوجونا |
أم خبروني عن داء بعلمكم |
|
وأعلم الناس بالداء الأطبونا |
قال نصيب : فو الله زهوت بما سمعت زهواً خيّل إليّ أنّي من قريش ، وأنّ الخلافة لي .
ثمّ قالت : حسبكِ يا بنية ، هات الطعام يا غلام ، فوثب الأحوص وكثير ، وقالا : والله لا نطعم لك طعاماً ، ولا نجلس لك في مجلس ، فقد أسأت عشرتنا واستخففت بنا ، وقدّمت شعر هذا على أشعارنا ، وأسمعت الغناء فيه ، وإنّ في أشعارنا لما يفضل شعره ، وفيها من الغناء ما هو أحسن من هذا .
فقالت : على معرفة كلّ ما كان منّي فأيّ شعركما أفضل من شعره ، أقولك يا أحوص :
يقر بعيني ما يقرّ بعينها |
|
وأحسن شيء ما به العين قرّت |
ثمّ قولك يا كثير في عزة :
وما حسبت ضمرية جدوية |
|
سوى التيس ذي القرنين إن لها بعلاً |
قال : فخرجا مغضبين واحتبستني ، فتغدّيت
عندها ، وأمرت لي بثلاثمائة