دينار وحلّتين وطيب ، ثمّ دفعت إليّ مائتي دينار ، قالت : ادفعها إلى صاحبيك فإن قبلاها وإلّا فهي لك ، فأتيتهما منازلهما فأخبرتهما القصّة ، فأمّا الأحوص فقبلها ، وأمّا كثير فلم يقبلها ، وقال : لعن الله صاحبتكَ وجائزتها ، ولعنكَ معها ، فأخذتها وانصرفت .
فسألت النصيب ممّن المرأة ؟ فقال : من بني أُمية ، ولا أذكر اسمها ما حييت لأحد .
وشيء آخر يجب أن نتنبّه له هو أثر الصنعة واضح على هذا التلفيق ، وهو تجميع لكلمات عدّة من النقّاد والبصراء بالشعر ، وقد مرّ عليك آنفاً نقد المرأة الأموية لبعض الأبيات بالنقد الذي نسبوه للسيّدة سكينة ، كما أنّ بيت نصيب وإصلاحه المنسوب إلى السيّدة سكينة ، رواه ابن قتيبة بلفظ مقارب لعبد الملك ابن مروان ، قال : دخل الأقيشر على عبد الملك بن مروان وعنده قوم ، فتذاكروا الشعر ، وقول نصيب :
اهيم بدعد ما حييت فإن أمت |
|
فيا ويح دعد من يهيم بها بعدي |
فقال الاقيشر : والله لقد أساء قائل هذا البيت .
فقال عبد الملك : فكيف كنت تقول لو كنت قائله ؟
قال : كنت أقول :
تحبّكم نفسي حياتي فإن أمت |
|
أُوكل بِدَعد من يهيم بها بعدي |
فقال عبد الملك : والله لأنت أسوأ قولاً منه حين توكل بها .
فقال الاقيشر : فكيف كنت تقول يا أمير المؤمنين ؟
قال : كنت أقول :
تحبّكم نفسي حياتي فإن أمت |
|
فلا صلحت هند لذي خلّة بعدي |
فقال القوم جميعاً : أنت والله يا أمير المؤمنين أشعر القوم .
الثاني : حديث الصورين :