وهنا انبرى المعلم قائلاً : وهل ترون الله ؟ وهل تحسّون به ؟
قالوا : لا ، لا نرى الله ولا نلمسه .
قال المعلم : فهو إذاً خرافة تقليدية .
إنّ كلّ شيء في الكون نحسّ به ونراه ، أمّا ما لا نراه ولا نحسّ به ، فهو خطأ ، يلزم علينا أن لا نعترف به ، وإلّا كنّا معتقدين بالخرافة .
وهنا قام أحد التلاميذ ، وقال : اسمح لي أيّها الأُستاذ بكلمة ؟
المعلّم : تفضّل .
التلميذ : أيّها الزملاء أجيبوا على أسئلتي .
الزملاء : سل .
التلميذ : أيّها الزملاء هل ترون المعلّم ؟ هل ترون الصورة الموضوعة على المنضدة ؟ هل ترون المنضدة ؟ هل ترون الرحلات ؟
الزملاء : نعم ، نرى كلّ ذلك .
التلميذ : أيّها الزملاء هل ترون عين المعلّم ؟ هل ترون أذن المعلّم ؟ هل ترون وجهه ؟ هل ترون يده ورجله ؟
الزملاء : نعم نرى كلّ ذلك .
التلميذ : أيّها الزملاء هل ترون عقل المعلم ؟
الزملاء : كلّا ! لا نرى عقله .
التلميذ : فالمعلّم إذاً لا عقل له ، فهو مجنون حسب مقالته ، لأنّه قال : كلّ ما لا يراه الإنسان فهو خرافة ، يجب على الإنسان أن لا يعترف به ، وأنّا لا نرى عقل المعلم ، فهو إذاً لا عقل له ، ومن لا عقل له يكون مجنوناً .
وهنا ألقم المعلّم حجراً ، واصفرّ وجهه خجلاً ، ولم ينبس ببنت شفة ، وضحك الطلّاب .
آينشتاين يعترف :
تحاكم جماعة من المادّيين إلى آينشتاين ليروا رأيه بالنسبة إلى الله تعالى ؟