ثم قال : يا ابن اخي قد أشرت عليك بأشياء ثلاثة فلم تقبل ، ورأيت في عاقبتهما ما كرهت ، وهأنذا أشير عليك برأي رابع فإن قبلته ، وإلا نالك ما نالك مما كان قبله ، قال : وما ذاك يا عم ، قال : اشرت عليك في مرض رسول الله صلى الله عليه وآله ، أن تسأله فان كان الأمر فينا أعطاناه ، وإن كان في غيرنا أوصى بنا ، فقلت : أخشى ان منعناه لا يعطيناه أحد بعده. فمضت تلك ، فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله ، أتانا أبو سفيان بن حرب تلك الساعة فدعوناك الى ان نبايعك وقلت لك : ابسط يدك أبايعك ، ويبايعك هذا الشيخ فانا إن بايعناك لم يختلف عليك أحد من بني عبد مناف ، وإذا بايعك بنو عبد مناف لم يختلف عليك أحد من قريش ، وإذا بايعتك قريش لم يختلف عليك أحد من العرب فقلت : لنا بجهاز رسول الله صلى الله عليه وآله ، شغل وهذا الأمر فليس نخشى عليه فلم نلبث أن سمعنا التكبير من سقيفة بني ساعدة. فقلت يا عم ما هذا قلت : وما دعوناك إليه فأبيت ، قلت : سبحان الله أو يكون هذا قلت : نعم ، قلت : أفلا يرد ، قلت لك وهل رد مثل هذا قط. ثم أشرت عليك حين طعن عمر ، فقلت ، لا تدخل نفسك في الشورى ، فإنك ان اعتزلتهم قدموك ، وإن ساويتهم تقدموك فدخلت معهم فكان ما رأيت.
ثم الآن اشير عليك برأي رابع ، فان قبلته وإلا نالك ما نالك مما كان قبله ، اني أرى هذا الرجل ـ عثمان ـ قد أخذ في أمور ، والله لكأني بالعرب قد سارت إليه حتى ينحر في بيته كما ينحر الجمل ، والله ان كان ذلك وأنت بالمدينة ألزمك الناس به ، واذا كان ذلك لم تنل من الأمر شيئا إلا من بعد شر لا خير معه.
قال عبدالله بن عباس : فلما كان يوم الجمل عرضت له وقد قتل طلحة. وقد أكثر أهل الكوفة في سبه وغمصه ، فقال علي عليه السلام : أما والله لئن قالوا ذلك. لقد كان كما قال أخو جعفي :
فتى كان يد فيه الغنى من صديقه |
|
اذا ما هو استغنى ويبعده الفقر |
ثم قال : والله لكأن عمي كان ينظر من وراء ستر دقيق ، والله ما نلت من