وفي تفاعله مع الامر النبوي والذي تغاضىٰ كاتبنا الطرف عنه ، ووصل إلىٰ نتائج غريبة جعلت التاريخ ينقلب رأساً علىٰ عقب. وخصوصاً المسائل المرتبطة بالخلافة بحيث لم يتحرج كما قلنا سابقاً أن يقول وطمع علي بن أبي طالب في الخلافة (١) وفي موضع آخر وكان بنو هاشم أقدم طمعاً في الخلافة (٢). وهذا في حد ذاته جرأه علىٰ هذا المقام الكبير في الإسلام بنسبهم إلىٰ فعل من أخس الأفعال وهو الطمع. كما جعل أحاديث الوصاية والداعية للإمام علي عليهالسلام هي من موضوعات عبد الله بن سبأ ، وهذا إجحاف في حق الكم الهائل الذي نزل في حقه عليهالسلام وفي حق عملية التدوين سواء علىٰ مستوىٰ الحديث أو التاريخ. بحيث تصبح كلها من النجاحات الباهرة للعبقري اليهودي حيث أنه حسب تعبيره نجح في الخطة التي وضعها ونجده ـ ليضمن النجاح ـ يقوم بالدعوة لعلي فينشر مذهب الوصاية أي أن علياً وصي محمد كما أن لكل نبي وصياً ، وأن علي عليهالسلام خاتم الأوصياء كما أن النبي خاتم الأنبياء (٣) لكن إلىٰ أي حد هذا الاستنتاج صحيح !!.
علي والوصاية
إن الحقيقة التي حاول الدكتور شلبي أن ينكرها هي أوضح من
______________
(١) د. أحمد شلبي ، موسوعة التاريخ الإسلامي : ١ / ٥٨٥.
(٢) المصدر السابق ص ٦٢٠.
(٣) المصدر السابق ص ٦٢٧.