هذه الخطوات ، بحيث وضعته الرسالة في الموقع المتقدم لبني هاشم لئلا يجرأ أحد من البيت الهاشمي علىٰ طلب الخلافة بعد وفاة الرسول وفيهم العباس بن عبد المطلب وهو كبير بني هاشم آنذاك ، لأن المسألة بالنسبة إليهم محسومة والشخصية الرئيسية قد حددت ، ولم يكن هناك مجال للنقاش او الاعتراض. لذا تجد أغلب بني هاشم امتنعوا عن مبايعة ابي بكر واعتصموا في منزل فاطمة عليهاالسلام ، لأن الأمر النبوي كان في تلك اللحظة صريحاً. والمعاني لا تحمل محامل مجازية ، فعندما نزل قوله تعالىٰ : ( وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ) (١) جمع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بني هاشم وخطب فيهم قائلاً :
( يا بني عبد المطلب إني والله ما أعلم شاباً في العرب جاء قومه بأفضل ما جئتكم به ، إني جئتكم بخير الدنيا والآخرة ، وقد أمرني الله تعالىٰ أن ادعوكم إليه ، فأيكم يؤازرني علىٰ هذا الأمر علىٰ أن يكون أخي ووصيي وخليفتي فيكم ).
يقول الامام علي عليهالسلام :
( فأحجم القوم عنها جميعاً ، فقلت وإني لأحدثهم سناً ، وأرمصهم عيناً ، أنا يا نبي الله أكون وزيرك عليه ، فأخذ برقبتي ثم قال صلىاللهعليهوآلهوسلم :
إن هذا أخي ووصي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا ، قال ـ أي الامام علي عليهالسلام ـ فقام القوم يضحكون ، ويقولون لأبي طالب قد أمرك
______________
(١) الشعراء : ٢١٤.