إن كلام ابن حزم لهو غاية السخف
والتبرير الذي يفتقد المتانة والمعقولية ، لأنه لا يوجد معنىٰ لاجتهاد أبي الغادية ـ وهو من مجاهيل الدنيا وأفناء الناس ، ومثاله العهد النبوي ، ولم يعرف بشيء غير انه جهني ولم يذكر في أي معجم بما يعرب عن اجتهاده ، ولم يرو عنه شيء من العلم الإلهي سوىٰ قولة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
( دماؤكم وأموالكم حرام ) وقوله ( لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض ) (١). وحسبنا هنا في الحد من هذا الشطط في
الدين ما قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
لعمار رضياللهعنه
( تقتلك الفئة الباغية ). وقد أخرج هذا الحديث النسائي في الخصائص
(٢) ، وأحمد في المسند (٣)
وأبو نعيم في الحلية (٤)
وابن المؤيد الجويني في فرائد السمطين (٥). هكذا يكون ابن حزم قد شرعن للفقه اجتهاد
جديد يحل فيها دم المؤمن. إن الرؤية المتفحصة لهذه الأمور والتي
تحاول استقراء المخفي من وراء الكلام نستنتج من خلالها مواقف كثيرة. فالإمام علي عليهالسلام وعمار ______________ (١) الغدير للأميني :
١ / ٥٩٣. (٢) تحقيق السيد جعفر
الحسيني ، ط ١ ، سنة ١٤١٩ ، دار الثقلين. (٣) مسند أحمد : ٦ / ٣١١. (٤) حلية الأولياء : ٧
/ ١٩٧. (٥) فرائد السمطين : ١
/ ٢٨٧.