ابن ياسر هما من ابرز
رموز التشيع فالاول إمام ، والثاني أحد الشيعة المخلصين ، فموقف ابن حزم لم يكن ليعبر به ضد شخصيات بل هو تعبير آخر لمهاجمة تيار إسلامي ألا وهو التشيع ، لذلك ترىٰ نظريته هذه لا تستند إلىٰ منطق وحتىٰ هو نفسه لا يعي ما يقول بحيث اختلط عليه الحق بالباطل. فها هو فيما سبق يعتبر مسألة القتل
اجتهادية علماً أن القاتل الحقُّ لهُ بيِّن ، فذاك علي أخو رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
وهذا عمار أحد الصحابة المنتجبين إذن الحق ظاهر هنا وقتلهما يستوجب نزول اللعنة علىٰ القاتلين. ويقول ابن حزم في هذا الباب (١). وإن كان قد قامت الحجّة عليه وتبين له
الحق ، فعَنِد الحق غير معارض له تعالىٰ ولا لرسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم
فهو فاسق لجرأته علىٰ الله تعالىٰ بإصراره علىٰ الامر الحرام فإن عَنِد عن الحق معارضاً لله ولرسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم
فهو كافر مرتد حلال الدم والمال لا فرق في هذه الأحكام بين الخطأ في الاعتقاد في أي شيء كان من الشريعة ، وبين الخطأ في الفتيا في أي شيء كان. إذن المسألة عند ابن حزم تظهر كمسألة
معاندة ضد اتجاه ديني آخر. وهكذا فإن التشيع عاش دائماً حالة المواجهة منذ اللحظة الأولىٰ ______________ (١) الفصل : ٣ / ٢٥٨.