وهو أسرع نفوذاً في البدن من سم الأفاعي والحيات. اهرن القس : البيش أسرع الأشياء قتلاً وربما صرع ريحه من يشمه من غير أن يشربه وربما جعل من عصيره على النشاب ثم رمي به فلا يصيب إنساناً إلا وقتله ، وعلامة من شربه أن تورم شفتاه ولسانه ويصرع مكانه وقل من رأيناه تفلت منه ، وقال مرة أخرى : من شرب البيش أخذه الغشي والرعاف أو يقتله فجأة. الرازي قال : من شرب البيش أخذه الدوار والصرع وتجحظ عيناه ، فينبغي أن يقيأ مرات بعد أن يسقى في كل يوم طبيخ بزر السلجم مع سمن البقر العتيق ، فإذا تقيأ مرات طبخ البلوط بالشراب وسقي منه أربع أواقي مع نصف درهم دواء المسك ، وقد يسحق فيه قيراط مسك فائق ، ومما يعظم نفعه سمن البقر والباد زهر الأحمر الأصفر الخالص الممتحن وترياق الأفاعي والمثروديطوس ، وقد ذكر عدة من القدماء أن أصول الكبر كالبادزهر للبيش. ابن سينا : هو حار في غاية الحرارة واليبوسة يذهب البرص طلاء ، وكذا إن شرب معجونه الذي نقع فيه وهو البزرجلى ، وكذا ينفع من الجذام وترياقه فأرة البيش وهي فأرة تغتذي به.
بيش موش بيشا : ابن سينا : حشيشة تنبت مع البيش وأي بيش جاورها لم يثمر شجره ، وهو أعظم ترياق للبيش وله جميع المنافع التي للبيش في البرص والجذام ، وأما بيش موش فإنه حيوان يكون في أصل البيش مثل الفأرة فينفع من البرص والجذام وهي ترياق لكل سم وللأفاعي.
بيارون : وهو أصل البشنين بالديار المصرية ، وقد ذكرته مع البشنين فيما مضى من هذا الحرف.
حرف التاء
تانبول : وهو الذي تعرفه الناس بالتنبل. أبو حنيفة : هو من اليقطين ينبت نبات اللوبيا ويرتقي في الشجرة وما ينصب له ، وهو مما يزدرع ازدراعاً بأطراف بلاد المغرب من نواحي عمان وطعم ورقه طعم القرنفل وريحه طيبة ، والناس يمضغون ورقه فينتفعون به في أفواههم. المسعودي : ورق التانبول كصغار ورق الأترج عطري إذا مضغ طيب النكهة وأزال الرطوبة المؤذية منها وشهى الطعام وبعث على الباه وحمر الأسنان ، وأحدث في النفس طرباً وأريحية وقوى البدن. الغافقي : له قوة قابضة مجففة ولذلك يمنع من النزف وورم اللهاة ويلصق الجراحات ويقطع الدم السائل منها. بديغووس : خاصيته تقوية الفم. ماسرحويه : فيه حدة وتمضغه الهند فيقوي اللثة والأسنان والمعدة. الشريف : التنبل حار في الأولى يابس في الثانية يجفف بلة المعدة ويقوي الكبد الضعيفة ويقوي العمود ، وإذا أكل ورقه وشرب بعده الماء طيب النفس ، وأذهب الوحشة ومازج العقل قليلاً وأهل الهند يستعملونه بدلاً من الخمر ويأخذونه بعد أطعمتهم فيفرح نفوسهم ويذهب بأحزانهم وأكلهم له على هذه الصفة إذا أحب الرجل أكله أخذ منه الورقة ومعها زنة ربع درهم من الكلس أعني كلس الصدف وقطعة من قرنفل ومتى لم يؤخذوا الكلس معه لم يحسن طعمه ولم يخامر العقل وآكله يجد عند أكله منه سروراً وطيب نفس ، ويتم الإنعاش عنه بعطريته وتفريح آكله ونشوته قليلاً وهو خمر أهل الهند وهو بها كثير مشهور. الرازي : وبدله وزنه قرنفلاً يابساً. لي : التنبل قليلاً ما يجلب إلينا من بلاده لأن ورقه إذا جف يضمحل ويتلاشى وإنما ينخفض ما يجلب منه لبلاد اليمن وغيره إذا جنى من شجره وخفض في العسل ، ويغلط من يظن أن ورق التنبل هو هذا الورق الموجود اليوم بأيدينا المشبه