وقال زين العابدين عليهالسلام : « فما أنا يا ربِّ وما خطري » (١) إلى غير ذلك.
ولهذا ورد عنهم عليهمالسلام نهي سائر العوام عن قول : ( أنا ) ؛ لإيهامه الاستقلال والاستغناء عن مدد ذي الجلال.
الثاني : إنّه لما كان العملُ طريق الخلق للحقّ ، وهو متوقِّف على وجود العامل الذي هو حجابٌ بينه وبين ربّه ، ولا ينفكّ عنه المخلوق حال وجوده ، فهو محجوب بوجوده ، والمحجوب مقصّرٌ ، فهم عليهمالسلام وإنْ لم يلحظوا أنفسهم في وجدانهم كما مرّ لكنّهم موجودون ظاهراً ، فهم يستغفرون من نسبة هذا الوجود المتوهّم إليهم ، الذي هو مضمحل بالنسبة إلى وجود ربّهم.
والوجوه في هذا المعين يطول بها الإملاء ، وإلى الله المرجع والمنتهى.
وأمّا الجواب عن المسألة الثالثة ، فهو يستدعي الكلام على جميع المثال ، فأقول سائلاً منه تعالى العصمة والتسديد في كلّ مقال :
إنّ اللّام هنا موطّئة للقسم على حدّها في قوله تعالى ( لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفاً ) (٢) ، وغيرها من الآيات الشريفة. وتسمّى أيضاً مؤذنةً ، وضابطها في الأغلب أنّها اللّام الداخلة على أداة شرطٍ للإيذان بأنّ الجوابَ بعدها مبنيٌّ على قسم قبلها لا على الشرط ، وسمّيت موطّئة ؛ لأنّها توطّئ الجواب للقسم وتمهّده له.
والقسم هنا محذوفٌ ؛ لدلالة اللّام عليه ، وقد لا تلي أداة الشرط كما في الآية المذكورة وأشباهها.
قال في ( المغني ) : ( وحيث قيل : ( لأفعلنَّ ) أو ( لقد فعل ) أو ( لئن فعل ) ، ولم يتقدّم جملة قسم فثمّ جملة قسم مقدّرة نحو ( لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذاباً شَدِيداً ) (٣) ) (٤) .. الى آخره.
__________________
(١) الأمالي ( للصدوق ) : ٢٨٨ / ٣٢١ ، البحار ٧٥ : ١٤٧ / ٧.
(٢) طه : ٩٧.
(٣) النمل : ٢١.
(٤) مغني اللبيب ٢ : ٨٤٦.