التركيب ، بخلاف الأفرادي فلا بدّ من بيان الثلاثة :
فالأُصول : جمع الأصل ، وهو لغةً : أسفل الشيء ، كما في القاموس (١) ، وعن بعض اللّغويّين (٢) : إنّه القاعدة التي لو توهّمت مرتفعة لارتفع الشيء بارتفاعها.
وإليهما يرجع ما ينقله الأُصوليّون عن اللغويّين من أنّه ما يبتني عليه شيء ، أو ما يبتني عليه غيره ؛ لعدم وجود هذا المعنى في ما رأيناه من كتب اللّغة ، ومرادهم بالابتناء ما هو أعمّ من الحسّي والمعنوي ، كأصل الحائط ، وابتناء العلم المتروك على العلم بالترك ، وقد يراد به السابق تارةً باعتبار الذوات ، وأُخرى باعتبار الصفات ، كأصل الإنسان التراب ، وأصل الخزف الطين ، وهذا في الأصل بغدادي أو أسود أو أبيض.
وعرفاً يطلق على الدليل والقاعدة والراجح والاستصحاب. ومقتضى ما مرّ نقله عن اللغويّين كونه لغةً بمعنى القاعدة أيضاً.
وفي كونه مشتركاً لفظياً بين الكلّ ، أو معنويّاً ، أو مجازاً بلا حقيقة ، أو حقيقة في بعض ومجازاً في آخر ، وجوهٌ : أظهرها الأوّل ؛ للتبادر الذي الأصل فيه الوضعيّة لا الإطلاقيّة ، ولعدم صحّة السلب ، الذَّيْن هما أمارة للاشتراك اللفظي ، ولعدم الجامع القريب الذي هو أمارة الاشتراك المعنوي ، وعدم المناسبة المعتبرة الذي هو أمارة الحقيقة والمجاز ، وأغلبية الاشتراك اللفظي على المجاز بلا حقيقة بعد إمكانه ووقوعه.
وفي كونه تعيينيّاً أو تعيّنيّاً وجهان ، أظهرهما الثاني ؛ لأصالة تأخّر الحادث والتعدّد في الوضع ، وهل المراد من الأصل هنا المعنى الأوّل من اللغوي ، أو الأوّل من الاصطلاحي؟ وجهان ، بل قولان :
اختار أوّلهما أكثر المتأخّرين ؛ لعدم شمول الاصطلاحي لجميع مباحث الفن ؛
__________________
(١) القاموس المحيط ٣ : ٤٨١ باب اللام / فصل الهمزة.
(٢) تاج العروس ٧ : ٢٠٧ باب اللام / فصل الصاد.