ونحن نترك الكلام عن الأسباب الأخرى (١) من أجل ضيق
__________________
(١) لما قرّر المركز طبع هذه المحاضرة رأينا من الضروري أن نطلب من سماحة السيّد الاشارة إلى الأسباب الأخرى التي تركها لضيق الوقت مختصراً ، ليتكامل البحث ولا يحس المطالع بالاخلال فيه ، فقال :
السبب الرابع :
ما ذهبل إليه السمعاني والقاضي عياض
قال السمعاني : كانوا يكرهون الكتابة أيضاً ، لكي لا يعتمد العالم على الكتاب ، بل يحفظه ... فلما طالت الأسانيد وقصرت الهمم رخصت الكتابة.
وقال مثله القاضي عياض في ( الالماغ في أصول الرواية وتقييد السماع ).
أما الشيخ أبو زهو والشيخ عبدالخالق عبدالغني فقد أرجعا الأمر ونسباه إلى رسول الله وقالا : إن رسول الله ـ وحفاظاً على ملكة الحفظ عند العرب ـ نهاهم عن الكتابة ، لأنّهم لو كتبوا لاتكلوا على المكتوب وأهملوا الحفظ فتضيع ملكاتهم بمرور الزمن [ الحديث والمحدّثون : ١٢٣ ، حجيّة السنة : ٤٢٨ ].
وهذا الكلام باطل صغرىً وكبرىً :
أما الصغرى ، فلوجود عدة من الصحابة لا يملكون هذه المقدرة ، كما جاء عن المتشددين في الحديث الذين لا يرتضون التحديث ، أمثال سعد بن أبي وقاص وعبدالله بن مسعود وغيرهما ، خوفاً من أن يزيدوا أو ينقصوا.
وجاء عن زيد قوله : كبرنا ونسينا والحديث عن رسول الله صلىاللهعليهوآله شديد ، وهذه النصوص تؤكد لنا سقم المدعى.
ويضاف إليه أنّه جاء عن عمر
أنّه حفظ سورة البقرة في اثني عشر عاماً ولما