يلصق بالصحابي ما يريد ، لولا ان هناك قوى عظمى ورائه ، وما هي إلاّ السلطة والحكام ، وعليه فلا يستبعد ان تكون السلطة قد نسبت إليهم اقوالاً تؤيد موقف عمر في المسح على الخفين.
نحن لو اخذنا بأحد النقلين عن علي عند أهل السنة وجمعناه مع ما روي عن ائمة الطالبيين ، كمحمد بن علي الباقر ، وزيد بن علي بن الحسين لعرفت صحة مدعانا ؛ لان الثابت عن علي هو عكس ما تطرحه مدرسة الخلفاء عنه عليهالسلام.
فجاء في مسند الإمام زيد بن علي عن أبيه عن جده الحسين بن علي قوله : إنّا ولد فاطمة لا نمسح على الخفين ، ولا العمامة ، ولا كمة ، ولا خمار ، ولا جهار (١).
وروى ابن مصقلة عن الإمام الباقر عليهالسلام ، أنّه قال : فقلت : ما تقول في المسح على الخفين ؟ فقال : كان عمر يراه ثلاثاً للمسافر ، ويوماً وليلة للمقيم ، وكان أبي لا يراه في سفر ولا حضر.
فلما خرجتُ من عنده ، وقفتُ على عتبة الباب ، فقال لي : أقبل ، فأقبلتُ عليه ، فقال : إنّ القوم كانوا يقولون برأيهم فيخطؤون ويصيبون ، وكان أبي لا يقول برأيه (٢).
وعن حبابة الوالبية ، عن أمير المؤمنين عليهالسلام ، قالـت : سمعته يقول : إنّا أهل بيت لا نمسح على الخفين ، فمن كان من شيعتنا
_________________________________
(١) مسند الإمام زيد : ٧٤.
(٢) التهذيب ١ : ٣٦١ / ١٠٨٩ ، الوسائل ١ : ٤٥٩ أبواب الوضوء ب ٣٨ / ح ١٠.