فكبرت وأرسلت يدي ـ لكي اصور له صلاتي ـ فقال : هذا اول فعل اتيت به مخالف لصلاتنا.
فقلت : اذن ماذا افعل ؟ هل اقبض بيدي اليمنىٰ على اليسرى واجعلها تحت السرة كما جاء عن أبي حنيفة ؟ أو فوق السرة كما قال بها الشافعي ؟ وهل يجب ان اقبض بيدي اليمنىٰ على اليسرى أم أضعها عليه كما جاء عن أحمد ، أم يلزم عليّ الاخذ بالعضد باحد قولي أحمد ؟ أم ابقيها على الارسال كما ثبت عن مالك.
فالمسألة خلافية عندكم ولا يمكنكم تحديد فعل رسول الله صلىاللهعليهوآله ، بالصور التي تصورتها ، فسكت ، فقلت له : لو صليت مسبلاً هل تصح صلاتي طبق اصول فقهك ام أنّها باطلة ؟ فاصبح لا يحير جواباً ، وبعد هنيئة قال : إفعل ما شئت فقد فعلها رسول الله صلىاللهعليهوآله.
قلت : نعم ، إنها سنة رسول الله ، وقد فعلها الصحابة وأهل البيت ، وقطع بها الامام مالك.
وهنا انبرى ليعلق على كلامي : لكن كان يمكنك القبض ، لما روي عن رسول الله صلىاللهعليهوآله ...
قلت له : دعني عما هو ممكن وغير ممكن ، وأسألك ـ بالتحديد ـ هل صلاتي بنظرك باطلة ؟ قال : لا ، بل صلاتك صحيحة.
فقلت له : الحمد لله ، لكن صلاتك طبق
فقهنا باطلة ؛ لانك تؤدي فعلاً ليس من أفعال الصلاة ، وهو مبطل للصلاة بنظرنا ، فعليك تركه احتياطاً ، لان الارسال حسب رواياتك واحد فقهاءك لا يبطل