الصلاة ، اما القبض فهو مخل بالصلاة ومبطل له حسب رواياتنا وفقهنا ، فالاحتياط يدعوك إلى ترك المشكوك والعمل بالمتفق عليه عندنا وعندكم ، ولاجل هذا وغيره ترى الصحابة منزعجين من التحريفات التي ادخلت في الصلاة ، لان كثيراً من الاحكام شرعية سلطانية ، وان قيلت عنها أنّها نبوية :
فقد جاء في صحيح البخاري ، بأن الناس كان يؤمرون بأن يضع الرجل يده اليمنى على ذراعه اليسرى في الصلاة (١).
وهذا النص يؤكد بأن الناس كانوا يؤمرون بوضع اليمنى على اليسرى ، وهو الذي دعا بعض الصحابة أن لا يصلوا إلا سراً.
فعن حذيفة بن اليمان قال : ابتلينا حتى جعل الرجل لا يصلي إلا سراً (٢).
نعم ، ان الصحابة كانوا يأسفون على تلاعب الحكام بالاحكام الشرعية لتغييرهم السنّة ، لأنّهم كانوا يغيرون مواقيت الصلاة ، ويلزمون النّاس بأمور غير واجبة ، مصورين الامر لهم على أنّها واجبة.
فجاء عن الزهري إنّه قال : دخلت على أنس بن مالك بدمشق ، وهو وحده يبكي قلت : ما يبكيك ؟ قال : لا أعرف شيئاً ممّا أدركت
_________________________________
(١) صحيح البخاري ٢ : ٤٨٠ / ٦٩٧ باب : ٤٨٠.
(٢) صحيح مسلم ١ / ٩١ ، صحيح البخاري ٢ / ١١٦.