الشجرة أو أنقع أياماً وطبخ وأخرج من الطبخ وأعيد ثانية إلى الطبخ على النار حتى يثخن ويصير مثل العسل ، وقد يغش بعكر الزيت يخلط به في طبخه أو بعصارة الأفسنتين أو بمرارة بقر ، وينبغي أن يجمع ما كان منه طافياً وكان شبيهاً بالرغوة وتخزنه ويستعمل في أدوية العين ، فأما الباقي فاستعمله في غير ذلك من الأدوية وقد يكون أيضاً من ثمر الحضض عصارة بأن يشمس ويعصر والجيد من الحضض ما التهب بالنار وإذا طفىء أرغى عند ذلك رغوة لونها شبيه بلون الدم وكان خارجه أسود وداخله ياقوتي اللون وما لم يكن زهماً وكان فيه قبض مع مرارة وكان لونه مثل لون الزعفران كالذي تجده في الحضض الهندي فإنه على هذه الصفة وهو أجود ما رأيناه وأقواه فعلاً. جالينوس في السابعة : هذه شجرة شوكية منها يتخذ الحضض وهو عندنا دواء رطب يستعمل في مداواة الكلف ومداواة الأورام والقروح الحادثة في الفم وفي الدبر والنملة والتعفن والقروح الخبيثة والآذان التي يخرج منها القيح والسحج والرطوبة المختلفة في أصول الأظفار ، وذلك لأن قوته تجفف وهو مركب من قوى أجناسها متباينة فواحدة منها لطيفة محللة حارة والأخرى أرضية باردة ، ومن قبل هذه القوة صار للحضض قبض إلا أن هذه قليلة في هذا الدواء جداً فأما التحليل والتجفيف فليس هما قليلين بل هما منهما في الدرجة الثانية وأما الحرارة فهو منها نحو المزاج الوسط المعتدل ، ولذلك صار الناس يستعملون هذا الدواء في مداواة أدواء مختلفة ، فمرة يستعملونه على أنه دواء يجلو جلاء شافياً فيكحلون به العين لينقي ما يكون في وجه الحدقة مما يظلم به البصر ومرة يستعملونه على أنه يجمع أجزاء العضو ويشده ويسقون منه أصحاب الإستطلاق ومن به قرحة في أمعائه والنساء اللواتي بهن النزف وهذا النوع من الحضض يكون في بلاد لوقيا وبلاد قيادوقيا كثيراً جداً ، وأما النوع الآخر منه وهو الهندي فهو أقوى وأبلغ في هذه الأشياء كلها. ديسقوريدوس : وقوته قابضة ويجلو ظلمة البصر ويبرئ جرب العين وحكتها ويقطع عنها سيلان الرطوبات السائلة إليها سيلاناً مزمناً ويوافق الآذان التي يسيل منها مدة وإذا تحنك به وافق ورم الحلق وإذا لطخ به وافق اللثة القرحة والقروح المتعفنة وشقاق المقعدة والشجوج ، وإذا شرب أو احتقن به نفع من الإسهال المزمن وقرحة الأمعاء وقد يسقى بماء لنفث الدم والسعال ، وقد يهيأ منه حب ويسقى أولاً ولا يهيأ منه حب ولكن كما هو لعضة الكلب الكلب وقد يحمر الوجه الشعر وقد يشفي من الداحس والنملة والقروح الخبيثة ، وإذا احتمل قطع سيلان الرطوبات السائلة سيلاناً مزمناً من الرحم ، وقد يقال أن الهندي يكون من الشجرة التي يقال لها الحيطس وهذه الشجرة هي صنف من الشوك لها أغصان قائمة طول ثلاثة أذرع أو أكثر مخرجها من الأصل وهي أغلظ من أغصان العليق منفلقة القشر لونها أحمر مثل لون الدم وله ورق مثل ورق الزيتون ، وقد يقال أنه إذا طبخ مع الأغصان بخل نفع من الأورام العارضة للطحال ومن اليرقان ويدر الطمث وقد يقال أنه ينفع ذلك إن لم يطبخ بل يشرب كما هو مسحوق فإنه إذا شرب من ثمرته وزن مسطرون أسهل بلغماً مائياً ، وينفع من الأدوية القتالة. ماسرحويه : الفيلزهرج ثلاثة ضروب : أحدها : هندي ، والثاني : عربي وهو الذي يسمى الحضض ، والثالث : يعمل من الزرشك وهو شوك الحضض الهندي ، وهو أن يؤخذ حضض الزرشك فيطبخ بالماء طبخاً جيداً حتى لا يبقى فيه شيء من القوة ثم يصفى ويطبخ بالماء حتى يحمر وكلها معتدلة في