يكاد يصلحه شيء وهو ينفع من برد المثانة وتقطير البول. إسحاق بن عمران : يعقل البطن وخاصة إذا كان مصلوقاً ، وإذا استعط بمائه نفع من الجنون والصرع ومنه يتخذ الأشنان بإفريقية. غيره : ينفع من وجع الجنبين المتولد عن السدد إذا سقي العليل من بزره وزن درهم بالماء الحار. التجربيين : إذا جلس الأطفال الذين بهم إبطاء الحركة في أعضائهم في طبيخ الحندقوقي أسرع بهم وكذا يفعل دهنه. الخوز : هو وبزره يهيجان الباه. الطبري : قد يتخذ من طبيخ الحندقوقي دهن ينفع من الرياح في الجسد. وحكى الرازي عنه أنه عالج غير واحد كادوا أن يزمنوا بدهن الحندقوقي فانطلقت أرجلهم. لي : حكى الرازي في الحاوي عن أبي جريج الراهب في الحندقوقي ما هذا نصه : وإن صب ماؤه على لسع العقارب سكنه وإن سكب على عضو غير ملسوع أحدث فيه وجعاً. هذا قوله وهو فيه بعيد عن الصواب لأن هذه الأفعال ليست للحندقوقي ، وإنما ديسقوريدوس ذكر ذلك في المقالة الثالثة في الدواء المسمى باليونانية طريفلن وهو الجرمانة بالعربية فاعلم ذلك.
تنبيه : والسبب. الموجب للوقوع في هذا الغلط أن ديسقوريدوس قال في الحندقوقي البستاني : إن بعض الناس يسميه طريفلن ووقعت ترجمة هذا الدواء الآخر المذكور في الثالثة من ديسقوريدوس طريفلن ، فتوهم أبو جريج بسبب هذا الاشتراك في الاسمية أنهما شيء واحد ، والأمر بخلاف ذلك ، وقد نبهت على مثل هذا الغلط وأشباهه في كتابي الموسوم بالإبانة والإعلام بما في المنهاج من الغلط والأوهام بما فيه الكفاية ، ثم إن حنيناً أيضاً قال في نقله في ترجمة الحندقوقي في المقالة السابعة من مفردات جالينوس : إن من الحندقوقي نوعاً مصرياً يتخذ من بزره الخبز. هذا قوله وفيه نظر لأن هذا النوع هو النبات المعروف بالبشنين عند أهل الديار المصرية ، وقد ذكرته في حرف الباء وليس هو من الحندقوقي بشيء لا في الماهية ولا في القوة.
وأقول : إنما حصل الوهم في هذا الموضع من جهة اشتراك الاسم في اللغة اليونانية وذلك أن لوطوس عندهم اسم مشترك في المقالة الرابعة من كتاب ديسقوريدوس بين ثلاثة أنواع من النبات وهي نوعا الحندقوقي والبشنين ، وقد أفرد ديسقوريدوس كل نوع من الثلاثة بترجمة قائمة بنفسها وبماهية وطبع وزاد فصل ترجمة لوطوس الذي هو البشنين منها على الترجمتين الأولتين ، وهما نوعا الحندقوقي بترجمة دواء آخر لئلا يقع الوهم من جهة اشتراك الاسم ، وقد وقع في الذي منه فزع بتخليط النقلة وقلة تثبتهم في النقل ، وذلك أن حنيناً جعل البشنين لأجل اشتراكه في الاسم مع الحندقوقي من أحد أنواعها كما قد نبهنا عليه في قوله ، وأما الحندقوقي المصري فيتخذ منه خبز لم يخلق الله قط بمصر حندقوقي يتخذ من بزره خبز ، وإنما اعتمد على كلام ديسقوريدوس فلم يفهم معناه ولا نقله على ما هو عليه. واعلم أن العالم أولى الناس بالتثبت والاحتياط لنفسه ولغيره ، وقد قالت الحكماء : لا تقال زلة العالِم لأنه يزل بزلته العالم وهذا سواء قد اتفق في هذه المسألة لحنين فإنه كان متفقاً على علمه بلغة اليونانيين وهو من أفضل النقلة فيها إلا أنه لم يتثبت في هذا الموضع فزل بر لله جميع من أتى بعده من العلماء من عصره ، وإلى هذه الغاية منهم ابن واقد وابن سينا وابن جزلة في المنهاج وابن سمحون والغافقي وغيرهم ، وهؤلاء هم أعلام العلماء في الصناعة الطبية بالمشرق والمغرب ، ولا ينبغي أن ينسب الوهم في ذلك إلى جالينوس حيث قال : لوطوس يتخذ من بزره خبز ، فقول