ينفع من جميع الحميات بحسب تدبيره بما يضاف إليه فمرة يضاف إليه ما يقوي تبريده ومرة ما يسخن ويلطف الأخلاط المولدة للحميات وإذا أنقع الفجل في السكنجبين قيأ ونفع من الحمى البلغمية متى احتيج إلى القيء في علاجها.
خلبخ : أبو عبيد البكري : هذا الاسم يقع عندنا بالأندلس على الشجرة التي يصنع من أصلها فحم الحدادين ويسمى باليونانية أرتقى لها أغصان طوال مقدار قامة الإنسان ذات هدب أصغر من هدب الطرفاء بين اللدونة والخشونة وزهره صغير إلى الحمرة وفيها غبرة وهي لطيفة في شكل المحجمة في جوفها شعيرات من لونها في رأس كل شعيرة حبة هينة لطيفة ألطف من حب الخردل فرفيرية اللون قد فرعها واحدة في وسطها حتى خرجت من كمام الزهرة ، ومنه صنف آخر أبيض النور إلا أنه ألطف من نور الأول مقداراً والشكل واحد. ديسقوريدوس في الأولى : أرتقى هي شجرة معروفة شبيهة بالطرفاء غير أنها أصغر منها بكثير تعمل النحل من زهرتها عسلاً ليس بمحمود ، وإذا تضمد بزهرتها أو ورقها أبرأت نهش الهوام. جالينوس في ٦ : وقوة هذا النبات قابضة محللة لا لذع معها وأكثر ما يستعمل منه ورده وورقه فقط. الشريف : زهره له قوة حارة يابسة في ٢ : وإذا جمع زهره ووضع في الدهن وشمس ثلاثة أسابيع ودهن به نفع من الأعياء ومن أوجاع المفاصل ومن النقرس البارد السبب.
خلاف : الغافقي : هو أصناف كثيرة منه الصفصاف وهو صنفان أحمر وأبيض ومنه البادامك وهو معروف عند عامة الأندلس بالنقنى. أبو حنيفة : إنما سمي خلافاً لأن السيل يحيى به شيئاً فينبت من خلاف. التميمي في كتاب المرشد : الخلاف صنف من الصفصاف وليس به والفرق بينهما وإن كانا في الشبه والشكل وسباطة الأغصان وكيفية الورق سواء إلا أنه ليس للصفصاف فقاح يشبه فقاح الخلاف ، وذلك أن الخلاف يثمر في أواخر أيام الربيع ثمراً وثمره قضبان دقاق تخرج في رؤوس أغصانه وفيما بين قلوب ورقه رأس كل قضيب منها ملتبس بزغب أدكن اللون ناعم الملمس في نعومة الخز الطاروني المخمل وفي لونه وعلى مثال السنابل الزغب الذي يكون في قلوب الورق المسمى لسان الحمل وهو الزغب الذي يكون فيه بزر لسان الحمل ما بين تضاعيفه وتلك السنابل الزغب الناعمة التي هي ثمر الخلاف ذكية الرائحة ناعمة المشم والملمس في لين الخز الفاختي المجلوب من السوس وليس يوجد في شجر الصفصاف من هذه الثمرة التي هي مثال السنابل شيء بتة ، وإنما يثمر الصفصاف في ذلك الوقت من الزمان حباً أبيض اللون ينتظم على فروعه وساقات أغصانه في مثال حب الجاورس يضرب في بياضه إلى الصفرة وليس ينتفع به في علاج الطب وفقاح الخلاف إذا شم كان نافعاًً لمحروري الأمزجة مرطب لأدمغتهم مسكن لما يعرض لهم من الصداع الشديد الصفراء الكائن عن بخار المرة وهذه الثمرة التي قدمنا نفعها قد تجمع في وقتها وهي غضة رطبة فتربى بالسمسم المخلوع كما تربى الأزهار المأخوذ دهنها ويستخرج دهنه وهو المسمى دهن الخلاف وهو دهن طيب الرائحة ناعم المشم ، وسيأتي ذكره مع الأدهان في حرف الدال.
خلد : خواص ابن زهر قال : الدم الذي يكون في ذنبه إذا طلي به على الخنازير أذهبها وإن أحرق رأسه وسحق مع قلقطار ونفخ في الأذن المنتن أذهب نتنه وشفته العليا إذا علقت على من به وجع حمى الربع أبرأه. وفي كتاب الفلاحة الفارسية : الخلد دابة عمياء تحت الأرض تأكل عروق الشجر وتحب رائحة