في أخلاط الأدوية التي تصلح للعين الوارمة التي فيها قرحة فإن قروح العين تنقي بهذا الدخان وتمتلئ لحماً ، وقد يستعملونه في الإكحال التي يقال لها محسنة الأشفار ، ودخان البطن ودخان المر كل واحد منهما بعيد عن الأذى كدخان الكندر ، وأما دخان الميعة فهو أقوى من هذه ودخان الزفت الرطب أيضاً أقوى من هذه ودخان القطران أقوى من دخان الزفت ، والأطباء يستعملون من الدخان الأنواع التي هي أحد في مداواة الأشفار إذا كانت بها العلة المعروفة بالسلاق ، وهو أن تنتثر الأشفار مع غلظ وصلابة وحمرة من الأجفان ، وفي مداواة التآكل والحكة التي تكون في مآقي العين وفي مداواة العين الرطبة التي لا ورم معها ، ويستعملون الأنواع التي هي ألين في مداواة سائر العلل أيضاً ، وفي مداواة العلل التي قلت أنهم يستعملون فيها دخان الكندر.
دخسيسا : اسم يقع على النبك ويقع على دهن البلسان أيضاً من جداول الحاوي.
دردار : هي شجرة البق عند أهل العراق ويعرف بالأندلس بشجر البقم الأسود ، وسميت بشجر البق لأنها تحمل تفاحات على شكل الحنظل مملوءة رطوبة ، فإذا جفت وأنفقت خرج منها ذلك البق وهو الباعوض فاعلمه. جالينوس في الثامنة : قد أدملنا بورق هذه الشجرة في بعض الأوقات جراحات طرية لأنا وثقنا بما نجده في هذا الورق عياناً من قوة القبض والجلاء معاً ، ولحاء هذه الشجرة أشد برودة وقبضاً من ورقها ، ولذلك صار لحاؤها يشفي العلة التي ينقشر معها الجلد إذا عولجت بالخل ، فأما ما دام هذا اللحاء طرياً قريب العهد فإنه إن لف على موضع الضربة كما يلف الرباط أمكن أن يدمله ، وأصل هذه الشجرة أيضاً قوته هذه القوة بعينها ، ولذلك قد يصب قوم ماءه الذي يطبخ فيه على جميع الأعضاء المحتاجة إلى أن يتدمل من كسر أصابها. ديسقوريدوس في الأولى : ورق هذه الشجرة وأغصانها وقشرها قابضة ، وإذا تضمد بالورق مسحوقاً مخلوطاً بخل كان نافعاً للجرب المتقرح وألزق الجراحات ، وقشر الشجرة ألزق للجراحات من الورق إذا ربطت به الجرحة كما يربط بالسير وما كان من قشر هذه الشجرة غليظاً وشرب منه مقدار مثقال بخمر أو بماء بارد أسهل بلغماً ، وإذا صب على العظام المنكسرة طبيخ الأصل أو طبيخ الورق ألحمها سريعاً ، والرطوبة الموجودة في غلف الثمرة عند أوّل ظهورها إذا لطخت على الوجد جلته ، وإذا جفت هذه الرطوبة تولد منها حيوان شبيه بالبق ، وقد يؤكل ما كان من هذه الشجرة رخصاً إذا ما هو طبخ. مسيح بن الحكم : وقوة ورق الدردار في البرودة واليبوسة من الدرجة الأولى فأما قشر شجرته فمر جدًا ، وإذا عجن بالخل وطلي على البرص أذهبه. الغافقي : إذا أخذ عرق من عروق هذه الشجرة فجعل في النار حتى يبس وأخذت الرطوبة التي تقطر منه وقطرت في الأذان أبرأت من الصمم العارض من طول المرض وعصارة الورق إذا قطرت في الأذان فاترة نفعت من ورمها ، وإذا خلطت بعسل واكتحل بها أبرأت غشاوة البصر.
درونج : كثير بجبل بيروت من أعمال الشام ، ومنه شيء بكفرسلوان بجبل لبنان شمالي الضيعة ويعرفونه بالعقيربة وهو نبات له ورق على الأرض يشبه ورق اللوف غير أنها إلى الصفرة ما هي مزغبة يخرج في وسط الورق قضيب أجوف طوله ذراعان وأكثر ومع طول القضيب قليل الورق خمس ورقات أو أقل أو أكثر متباعدة بعضها من بعض والورق الذي على القضيب أضيق وأطول من الذي على