ليبايعوا له فامتنعوا ، فحبسهم في حجرة زمزم ، وحلف بالله الذي لا إله إلا هو ليبايعن أو ليحرقنهم بالنار ... (١).
حدث المسعودي أن عبدالله بن الزبير تجاوز في عدائه لآل علي عليهالسلام حتى إنه كان ينال من علي عليهالسلام في خطبه ، قال : خطب ابن الزبير فنال من علي (٢).
على أن عبدالله بن الزبير يفضح دخيلته في عدائه لبني هاشم في محاورته مع ابن عباس ، فقد ذكر المسعودي عن سعيد بن جبير أن عبدالله ابن عباس دخل على ابن الزبير ، فقال له ابن الزبير : أنت الذي تؤنبني وتبخلني؟ قال ابن عباس : نعم ، سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : ليس المسلم يشبع ويجوع جاره ، فقال ابن الزبير : إني لأكتم بغضكم أهل هذا البيت منذ أربعين سنة ... (٣).
فضلا عما كان يتظاهر به من الزهد والعبادة دجلا ومراء في كسب قلوب الناس والحرص على الملك ... قال المسعودي : وأظهر ابن الزبير الزهد في الدنيا والعبادة مع الحرص على الخلافة ، وقال : إنما بطني شبر فما عسى أن يسع ذلك من الدنيا ، وأنا العائذ بالبيت والمستجير بالرب ، وكثرت أذيته لبني هاشم مع شحه بالدنيا على سائر الناس ... (٤).
__________________
(١) تاريخ اليعقوبي ١٧٨ : ٢.
(٢) مروج الذهب ٨٩ : ٣.
(٣) المصدر السابق. وأنت جد عليم بالخير الصحيح عن جابر بن عبدالله الأنصاري ، وأبي ذر ، وابن عباس ، أنهم كانوا يقولون : ما كنا نعرف المنافقين إلا بتكذيبهم الله ورسوله ، والتخلف عن الصلوات ، والبغض لعلي بن أبي طالب. بل ، أنه صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : «بغض بني هاشم والأنصار كفر». أخرجه الطبراني في المعجم الكبير ١١٨ : ١١ ، ح ١١٣١٢. وأحاديث الباب في الصحاح والمسانيد المعتمدة كثيرة ، فراجعها في مظانها.
(٤) المصدر السابق : ٨٧.