فهرب ، فلحق بعبد الرحمن بن مخنف عند المصعب بن الزبير بالبصرة (١).
وقال ابن خلدون : وبحث ـ أي المختار ـ عن مرة بن منقذ بن عبد القيس قاتل علي بن الحسين ، فدافع عن نفسه ، ونجا إلى مصعب بن الزبير ... وطلب سنان بن أنس الذي كان يدعي قتل الحسين ، فلحق بالبصرة ... وأرسل في طلب محمد بن الأشعث وهو في قريته عند القادسية ، فهرب إلى مصعب ، وهدم المختار داره. وطلب آخرين كذلك من المتهمين بأمر الحسين ، فلحقوا بمصعب ، وهدم دورهم (٢).
قال الطبري : وطلب ـ يعني المختار ـ رجلا من خثعم يقال له : عبدالله ابن عروة الخثعمي ـ كان يقول : رميت فيهم باثني عشر سهما ضيعة ـ ففاته ولحق بمصعب ، فهدم داره (٣).
قال المسعودي : فكان جملة من أدركه الإحصاء ممن قتله مصعب مع المختار سبعة آلاف رجل ، كل هؤلاء طالبون بدم الحسين وقتلة أعدائه ، فقتلهم مصعب وسماهم الخشبية ، وتتبع مصعب الشيعة بالقتل بالكوفة وغيرها ، وأتى بحرم المختار فدعاهن إلى البراءة منه ففعلن إلا حرمتين له : إحداهما بنت سمرة بن جندب الفزاري ، والثانية ابنة النعمان بن بشير الأنصاري ، وقالتا : كيف نتبرأ من رجل يقول ربي الله؟! كان صائم نهاره قائم ليله ، قد بذل دمه لله ولرسوله في طلب قتلة ابن بنت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وأهله
__________________
(١) تاريخ الطبري ٥٥ : ٦.
(٢) تاريخ ابن خلدون ٣٤ : ٣ ، الكامل في التاريخ ٢٤٣ : ٤ ، ٢٤٤.
(٣) تاريخ الطبري ٦٥ : ٦ ، الكامل في التاريخ ٢٤٤ : ٤.