كانت توحي بفشل حركة آل الزبير ، وعدم رغبة الناس فيهم. والإمام عليهالسلام لم يجازف في تأييد حركة ابن الزبير التي ستؤول إلى السقوط ، وما سيتحمل من تبعات ذلك من قبل بني أمية ، وهو عليهالسلام انعزل عن هذه الأحداث ليترك الأمور تنقشع وشيكا عن هزيمة ابن الزبير وغلبة عبدالملك بن مروان ، ومن ثم فإن الفريقين غير جديرين للنصرة والمبايعة ، وكلاهما طلاب مناصب وأتباع دنيا ، والدين لعق على ألسنتهم ، فأي توافق سيبديه الإمام زين العابدين عليهالسلام مع آل الزبير حتى على مستوى المصاهرة ، يعد توافقا سياسيا وتأييدا شرعيا في حسابات النظام الأموي القادم ، فهل يبقى أدنى احتمال لإمكانية التقارب بين الإمام عليهالسلام حتى يعمد إلى مصاهرة مصعب بن الزبير المغامر السياسي النزق؟!
فالإمام علي بن الحسين عليهماالسلام يتجنب التقارب الظاهري مع الزبيريين ، خوفا من عواقب ذلك المزامن لأفول النجم الزبيري وشيكا ، لذا فاحتمال زواج السيدة آمنة من مصعب بن الزبير غير ممكن تبعا لهذه الظروف الآنفة ، والأبعد من ذلك أن يكون الزواج قد تم دون رغبة الإمام عليهالسلام كما سيأتي مناقشة ذلك لاحقا.
ذكر سبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص ما نصه :
وأول من تزوجها ـ أي سكينة ـ مصعب بن الزبير قهرا ... (١).
يثبت النص الذي أمامنا عدم وقوع الزواج ، وهو إحدى القرائن
__________________
(١) تذكرة الخواص : ٢٤٩.